السرد الاستراتيجي للمؤسس «نوحد الراية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعامل القائد والرمز والمؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع مرحلة التأسيس بحرفية، لضمان الوحدة والتضامن، وتوحيد الراية، ومسيرة الاتحاد تُخلد مقولته: «علينا أن نستغني عن أعلامنا السابقة، وقد أقدمت بعض الإمارات على مثل هذه الخطوة، ورفع علم الاتحاد وحده، وهو مطلب شعبي، لأن العلم الواحد يرمز إلى المصير الواحد، بكل معنى هذه الكلمة».

هذه المقولة تعكس رؤية القائد زايد بشأن الوحدة والتلاحم، وكيف أن الإمارات تجسد هذه القيم بكل فخر.

يوم العلم في الإمارات العربية المتحدة، هو مناسبة وطنية، تحمل في طياتها رمزية كبيرة للوحدة والانتماء الوطني، في الثالث من نوفمبر من كل عام، يجتمع شعب الإمارات للاحتفال بهذا اليوم المميز، وهذا اليوم يعكس الروح الوطنية والتضامن بين أفراد هذا البلد، ويعزز الشعور بالانتماء للوطن، ويعد مثالاً للتلاحم.

نتساءل: كيف انطلق هذا الرمز الوطني العظيم، العلم الإماراتي، الذي يرفرف اليوم على كل مكان في هذه الأرض؟ لنقف، في الثاني من ديسمبر عام 1971، بجانب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورمز الوحدة والإصرار، عندما رفع بكل شموخ العلم الإماراتي لأول مرة، إعلاناً لدولة الإمارات العربية المتحدة، دولة مستقلة ذات سيادة.

علم من 4 ألوان، ترمز إلى الوحدة، أخضر برمزيته إلى الخير والازدهار والتقدم والأمل والتفاؤل بالمستقبل للدولة، والأحمر إلى السلطة والسيادة، والاستقلالية للشعب والدولة، والأبيض مشيراً إلى النقاء والسلام والطمأنينة والمحبة للشعب والدولة الإماراتية، وأخيراً الأسود رمز للشجاعة في كسر الأعداء، ومواجهة المصاعب، التي كان أولها القدرة على توحيد البلاد تحت راية علم واحد، وقائد واحد.

وكما أكد رمز الوحدة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في مناسبات متعددة قائلاً: «سوف نبني لكم السعادة تحت راية الاتحاد، ومن خلال توفير الحياة الحرة الكريمة لكم، وسوف نقيم لكم المساكن والسدود التي ترويكم، والطرق التي توصلكم، ولن نبخل عليكم أبداً بكل ما يوفر لكم ولأسركم حياة سعيدة هانئة». هذا العهد بتوفير السعادة والحياة الكريمة للشعب، تحت ظل علم الإمارات، يعكس التفاني والعطاء، الذي قدمه لأبناء بلاده.

تضامن
يوم العلم هو يوم للاحتفال بالوحدة، والتضامن الوطني، وهو يعكس أيضاً رؤية الشيخ زايد بشأن التعاون الإقليمي والعربي، ينطلق من علم الإمارات إلى علم الأمة العربية والإسلامية والإنسانية، ففي كلمة للزعيم زايد أمام وزراء التعليم العالي من دول مجلس التعاون الخليجي، قال: «إن التعاضد والتعاون بين الدول العربية، من شأنه رفع راية الأمة العربية، وإن دول المجلس بتعاونها وتآزرها، ستكون حافزاً للدول الأخرى على التعاون، ويجب أن يتكاتف الجميع من أجل فعل الأشياء التي ترفع شأن الأمة العربية، وتحقق الفضيلة للأبناء والأوطان». هذه الكلمات تجسد رؤية الشيخ زايد بشأن التعاون والتضامن بين الدول العربية.

كم كان الشيخ زايد يفرح عندما يرفع علم الإمارات عالياً في المحافل الدولية، وكأنه يرى حلماً جميلاً يتحقق، وهذا ما نستنتجه من تعبيره التالي: «إنني في غاية سعادتي البالغة، وفخري واعتزازي بأبناء الوطن جميعاً، بما حققه المنتخب الوطني لكرة القدم لوطنه، بصعوده إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم. إن هذا النجاح تحقق بفضل الله وتوفيقه أولاً، وبجهودكم المخلصة وعطائكم المتواصل، وهذه النتيجة المشرفة، التي رفعت راية دولة الإمارات عالية في المحافل الرياضية الدولية، وتعتبر مفخرة ومصدر سعادة وفرح لكل أبناء هذا البلد، وهذا الإنجاز الرياضي مدعاة فخر واعتزاز لكل عربي أيضاً».

يوم العلم في الإمارات، هو مناسبة تجمع الشعب الإماراتي، وتجسد قيم الوحدة والانتماء والتضامن، وهو يذكرنا، بعد الله، بفضل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورؤيته العظيمة لوحدة الإمارات، وتضامنها مع دول العالم، في هذا اليوم نستمد العبرة والإلهام من قادة مسيرتنا، ونجدد العهد بالمضي قدماً نحو مستقبل أفضل لدولتنا الحبيبة.

Email