يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أحد حواراته الصحفية «لقد كان الشيخ راشد مجموعة رجال في رجل واحد..
يملك إرادة وعزيمة وفكراً، ولقد تعلمت شخصياً منه، ومن خلال مجلسه وتوجيهاته وحرصه على أن يزرع بين جنبي تلك الميزات والصفات التي كان عليها، رحمه الله، وهو أبي ومعلمي وقدوتي، ومدرستي التي تعلمت فيها المبادئ والقيم والأخلاق والإرادة والقيادة، وأهم ما تعلمته منه حب الناس وحسن معاملتهم، ويكفيني أنه علمني أن أرسم البسمة على شفتي، وأستقبل الناس بها، وأزرع الثقة في نفوسهم!».
شعب الإمارات على وجه العموم، وأهل دبي بشكل خاص محفور في وجدانهم يوم السابع من شهر أكتوبر من كل عام، والذي يصادف هذا العام الذكرى 33 لوفاة المغفور له، بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الذي انتقل إلى جوار ربه في عام 1990 عن عمر يناهز 78 عاماً، قضاها، رحمه الله، في خدمة أمته ووطنه ومواطنيه..
لقد كان رائداً من رواد اتحاد الإمارات وبناء حضارتها وأحد العظماء الذين حملوا راية ومشاعل التطور والتقدم وتغلبوا على التحديات.. وشارك الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قيادة دولة الإمارات مع أخيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفي تأسيس دولة الاتحاد، وما عرف عنه، رحمه الله، أنه كان يمتلك بصيرة نافذة. يزينها عقل مدبر وفكر مستنير، إذ جمع بين الذكاء الفطري واليقظة الذهنية والعقلية التخطيطية.
المغفور له الشيخ راشد هو: «القائد الذي تميز بالعفوية والبساطة. والذي نشأت في عهده دبي الحديثة، كان يحفز أعيان البلاد من التجار ورجال الأعمال على الإنجاز للمساهمة في تشييد البنية التحتية لدبي والسير بهم ومعهم في اتجاه خريطة طريق رسمها بدقة لمستقبل دبي».
وقد عرفت دبي تاريخياً بأنها مدينة «اللؤلؤ والتجار والتجارة»، نظراً لموقعها الجغرافي المتميز على ساحل الخليج العربي.. وشهدت التجارة في خور دبي نمواً متواصلاً طيلة عقود مضت.. حتى رأى باني نهضتها ومؤسسها الحاجة إلى بنية تحتية عصرية.. وهي التي تمثّلت بداياتها في بناء ميناء راشد الذي تأسس بعد قيام دولة الاتحاد، ومن بعدها تم بناء ميناء جبل علي والذي يعد الآن أكبر ميناء من صنع الإنسان في العالم، حيث ساعد ميناء جبل علي الإمارات في الارتقاء اقتصادياً على الصعيدين الإقليمي والعالمي..
فقد قال المغفور له عن مشروع ميناء جبل علي: «إن إقامة هذا الميناء. تأتي تماشياً مع خططنا لجعل هذا البلد مركزاً له شأنه في المجتمع العالمي ولكي نحول بلدنا من بلد يعتمد على التجارة فقط، إلى مركز يسهم في الصناعات العالمية المتطورة، ويسهل السبل أمام هذه الصناعات لتمضي قدماً في خدمة الإنسانية ومجالات الحياة المختلفة».
ومن تلك التوجهات.. وبفضل مواصلة ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من بعده. استطاعت دبي تحقيق الحلم الذي كان يراود عقلية راشد الفذة بترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً متنامي الأهمية للمال والأعمال والتجارة والسياحة والثقافة، حتى أصبحت هذه المدينة التي وضع أسسها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الوجهة المفضلة للعيش والإقامة بالنسبة للمستثمرين والكفاءات والشباب الحالم من جميع أنحاء العالم، وقد وصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية دبي بأنها تُعد بمثابة نقطة تقاطع عالمية، كما وصفتها أيضاً بأنها متألقة، زاهية ومتفوقة على كافة منافسيها.
وذكرت الصحيفة أيضاً أن دبي عندما تحلم، تتحول كافة أحلامها إلى حقائق والدليل على ذلك أنها حطمت 339 رقماً قياسياً حتى الآن.
ونشرت الصحيفة تقريراً خاصاً عن دبي بعنوان «دليل إلى وجهات دبي من مقيم بها يتجاوز ناطحات السحاب والأرقام القياسية».
وذكرت أن دبي توجد بها بالفعل المميزات التي اقترنت بها في وسائل الإعلام العالمية كناطحات السحب والمشروعات التي حطمت كافة الأرقام القياسية العالمية.
ويتفق كل من عاصر المغفور له الشيخ راشد ورافقه على أنه كان رجل دولة وحاكماً حكيماً ونبيهاً وقائداً ملهماً وقريباً من شعبه.