العمق الوجودي بين زايد وشعبه

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما نتحدث عن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد الحكيم، نجد أنفسنا أمام صورة ليست فقط لزعيم، بل لوالد لأمته، وأب لشعبه. إن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان يحمل في قلبه الحب الكبير لشعبه، والأهمية العظيمة التي يمثلونها بالنسبة له. كان يتبادل معهم لقب «الوالد»، و«أبنائي»، عبارات بسيطة في مظهرها، ولكنها تحمل في طياتها وعياً ومسؤولية وطنية عميقة. كما نجد في قوله: «إن إنجازنا المهم تمثل في بناء الإنسان الذي نعتبره اللبنة الأولى في بناء المجتمع وتحقيق نهضته. ويعلم الله أنني أعامل شعبي كما أعامل أبنائي، وما أفكر فيه لأبنائي أفكر فيه لشعبي».

«أنتم أبنائي»، كانت عبارة دائماً ما يرددها الشيخ زايد ليعبر عن ارتباطه العميق بشعبه. كان يرغب في أن يشعر الشعب بأنهم ليسوا مجرد مواطنين، بل أبناء حقيقيون له، متجاوزين حدود القيادة والحكم إلى علاقة أقرب إلى الأسرة فكان يهتم بكل صغيرة وكبيرة في حياة أبنائه بما في ذلك حياتهم الأسرية، كما نجد في ممارسته: «إن ما يتم إنفاقه على العرس الجماعي قد ينفق على عرس لشخص واحد، وأحث أبنائي المواطنين على الاقتصاد في نفقات الأعراس وادخار هذه النفقات لحياتهم الزوجية. نحن لا نجاملكم، ومدحكم لنا هو مدح لكم، وما تقومون به من عمل لخدمة الوطن والمواطنين يرفع من قدركم ومن قدرنا».

كان يبادل شعبه الاحترام والمحبة ويشعر بأنهم ثروة الوطن، وأنه يجب أن يعمل بلا كلل لرفعة وتقدم ورفاهية هذا الوطن وشعبه. كان يؤمن بأن تحقيق التقدم يبدأ من تحقيق السعادة والرفاهية للفرد والأسرة.

تكمن القوة الحقيقية للقائد في كيفية بناء علاقات مع الشعب. وكان الشيخ زايد يعلم ذلك جيداً. كان يفهم أن الاستماع لأصوات الشعب وفهم احتياجاتهم يعتبران من أساسيات القيادة الحكيمة. ومن خلال هذه الاجتماعات، استطاع أن يكون الوالد الحكيم الذي يعرف ما يحتاجه أبناؤه ليكونوا سعداء ومرفهين. فكان يدعو الله دائماً: «رجائي في الله وفي إخواني وأبنائي أعضاء الوزارة أن يحرصوا على تقدم الدولة وازدهارها وعلى كل واحد منكم أن يحسب حساب كيف يتصرف؟ ومتى يتصرف التصرف الصحيح؟ كي نصل إلى واقع صحيح في مجتمعنا».

تحدث القائد المؤسس الشيخ زايد عن أهمية بناء الأجيال الجديدة، وتنمية قدراتها وتحفيزها على خدمة الوطن بالقول: «تعليم الأجيال الجديدة وبناؤها هو استثمار في المستقبل»، كانت هذه إحدى الحكم التي أبرزها، ليؤكد أهمية بناء جيل قوي ومتعلم يستطيع تحمل المسؤولية وتطلعات الوطن.

في الختام، يوصينا الأب زايد، طيب الله ثراه، كما يتبين في قوله للطلاب: «أدعوكم أبنائي الطلاب إلى التحلي بالأخلاق والقيم، والحفاظ على السمعة الطيبة والاحترام الذي تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة بين دول العالم». نجد أن الشيخ زايد كان رمزاً للحكمة والحب للشعب، حيث إنه نجح في بناء علاقة قوية وتأسيسية مع أبناء وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي استمرت بتسميتهم بأبنائه حتى بعد رحيله، مظهراً بذلك مدى تأثيره وأهمية وجوده في قلوبهم وتاريخهم. والحمد لله بقيادته الحكيمة وصلت دولة الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة كما شهد وقال: «ولله الحمد حققت الدولة إنجازات عظيمة في فترة قصيرة من الزمن، وذلك بتوفيق من الله أولاً، والجهد والإخلاص لتحقيق ما نصبو إليه من آمال وطموحات».

 

Email