دبي والسياحة العلاجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مما لا شك فيه، أن «السياحة العلاجية» صارت صناعة مزدهرة في جميع أنحاء العالم، وهي السفر من البلد «الأم - الأصلي» إلى بلد آخر بهدف تلقي العلاج الطبي والاستجمام في آن واحد، ويمكن أيضاً أن تكون خياراً جذاباً للمرضى الذين يبحثون عن رعاية طبية فائقة الجودة بتكلفة معقولة، أو الذين يرغبون في الجمع بين العلاج الطبي والعطلة، ومن ثم يسافرون إلى بلد آخر غير بلدانهم. للاسترخاء، ويكون العلاج فيها في بيئة سياحية مرفهة هادئة آمنة توفر للمرضى فرصة التمتع بأوقاتهم مع إمكانية زيارة المعالم التاريخية والثقافية والترفيهية والطبيعية في البلد المضيف.

ويرى المختصون في هذا المجال أن الدول الرائدة في السياحة العلاجية هي التي تتميز بوجود أحدث التقنيات والأجهزة الطبية المتطورة التي توفر للمرضى أفضل رعاية طبية ممكنة وبتكلفة معقولة مقارنة بالدول الأخرى، مما يجعلها خياراً جذاباً للمرضى من جميع أنحاء العالم.

ومن المتفق عليه بهذا الشأن أن السائحين يغادرون بلدانهم لأربعة أسباب «محتملة» تشمل: الجودة «القدرة على تحمل التكاليف» والقدرة على الوصول إلى الخدمة الطبية ضمن الإطار الزمني الذي يحتاجه العميل أو المريض مع الوصول إلى علاج غير متوفر في: «البلد الأصلي - الأم».

ولقد قدرت جمعية «السياحة العلاجية»، وهي جمعية عالمية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة أن حجم سوق السياحة العلاجية عالمياً يزيد على 100 مليار دولار أمريكي وينمو بنسبة 15 إلى 25 % سنوياً بحسب الوجهات اعتماداً على استثمارات وأنشطة كل من الحكومة ومقدمي الرعاية الصحية، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد وجهة فريدة للغاية للسياحة وأيضاً فيما يتعلق الأمر بالسياحة العلاجية.

الدكتور سميح الطرابيشي، الرئيس الفخري للمؤتمر الدولي لجراحة المفاصل في الشرق الأوسط «ICJR ME» استشاري جراحة وتبديل المفاصل العالمي يرى أن تربع دبي على قائمة الدول الأكثر إقبالاً في السياحة العلاجية في العالم وتتقدم على دول لها باع طويلة في هذا المجال يعود لأسباب عدة منها: «تقدم وتطور الرعاية الصحية في دبي، والتسهيلات المقدمة للسياح للحصول على الفيزا، وانخفاض تكاليف العلاج مقارنة مع الدول الأخرى، لافتاً أيضاً إلى تراجع أنظمة الرعاية الصحية في الدول الأوروبية بسبب الحروب الدائرة، وطول قوائم الانتظار في تلك الدول بات يدفع المرضى للبحث عن دول أخرى، ووجدوا أن دبي المكان الأمثل لهم».

وأكد الدكتور سميح الطرابيشي: «إنه يجري سنوياً 600 عملية لتبديل المفاصل بدبي 500 منها لمرضى يحضرون من خارج الدولة خصيصاً لإجراء العملية، منهم من: بريطانيا - ودول أوروبية وآسيوية، وبلدان الاتحاد السوفييتي السابق»، متوقعاً أن تحتل «دبي المرتبة الأولى عالمياً في السياحة العلاجية» خلال السنوات المقبلة بسبب تقدم وتطور دبي بشكل عام.. والرعاية الصحية بشكل خاص.. معززاً ذلك: بفضل الاهتمام والدعم الذي تقدمه حكومة دبي، والجهات الحكومية الأخرى، مثل: هيئة الصحة - ودائرة الاقتصاد والسياحة - والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب. وغيرها من الجهات.

ومن هذا المنطلق وتتويجاً للجهود المشتركة الفعالة للارتقاء بقطاع الصحة والخدمات الطبية في إمارة دبي.

حصلت جميع مستشفيات دبي.. «الحكومية والخاصة» على اعتماد اللجنة الدولية المشتركة مما يدل على تهيئة المناخ الملائم لمزاولة المهنة وفق أحدث النظم واللوائح والتشريعات المنظمة للعمل الطبي لتشجيع بيئة الاستثمار، وتنمية مفهوم «السياحة العلاجية».

ولا شك أن اعتماد اللجنة الدولية المشتركة للمرضى يضمن بأن مؤسسة الرعاية الصحية التي يختارونها للعلاج قد خضعت لتقييم صارم وامتثلت لسلسلة من المؤهلات المطلوبة في شروط الرعاية وسلامة المرضى.

وتمنح «JCI» اعتمادها بعد إجراء تقييم شامل في موقع العمل يتألف التقييم من استقصاء لموقع العمل يتم إجراؤه بواسطة فريق استطلاعي معتمد ومدرب ينوب عن «JCI» بإجراء التقييم، حيث يقومون بفحص ما إذا كانت المنشأة المعنية متوافقة مع معايير «JCI» وبمجرد منحها الاعتماد فإنه يصبح سارياً لمدة ثلاث سنوات، باستثناء المختبرات السريرية التي تتطلب التجديد كل عامين.

وتنعكس فوائد الحصول على الاعتماد برفع مستوى الإجراءات السريرية والجراحية وصقل كفاءة الموظفين من خلال تطوير معرفتهم المتعلقة بالممارسات الأساسية، ومساعدة المؤسسات الطبية على التآزر والتعاون مع الفريق الاستطلاعي التابع لـ «JCI»، وهو عبارة عن مجموعة من الخبراء ينتمون إلى أقسام متنوعة في مجال الرعاية الصحية.

Email