السرد الاستراتيجي .. «زايد والمجلس الوطني»

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مر العقود، عبر الزمن، تبقى وصايا القادة الحكماء محط اهتمامنا واحترامنا. في هذا السياق، تتجلى وصية خالدة من القائد المؤسس الشيخ زايد ،طيب الله ثراه، للمجلس الوطني الاتحادي، وهي وصية تحمل في طياتها الحكمة والتوجيه النافع للمسيرة السياسية والاجتماعية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

«إن الوطن ينتظر منا الكثير، والشعب يتطلع إلى أعمالنا، ونحن جميعاً شركاء في المسؤولية». بهذه الكلمات يذكر القائد المؤسس الشيخ زايد بأهمية دور أعضاء المجلس الوطني الاتحادي وأن الوطن لا يكون وطناً بدون جهودنا المشتركة، وهو ما يجعلنا مسؤولين عن تقديم أفضل ما لدينا لصالحه وصالح شعبنا.

«أريدكم أن تقولوا رأيكم بصراحة»، هذه الكلمات تؤكد على أهمية الصراحة والنقد البناء في المجلس الوطني. الشيخ زايد يشجع على التعبير بحرية عن الآراء والملاحظات، مؤكداً أن الصراحة هي جزء من الإيمان، وأنها تسهم في تحقيق المصلحة العامة. ويسترسل في ذلك بالقول: «إن هذه الدولة هي وطنكم وشعبكم وأبناؤكم، وحسبكم ونسبكم في كافة المجالات ونحن جميعاً في هذه الدولة رحم يعين بعضنا بعضا، لا يشارك في حياتنا غريب بل أهل وإخوان وأبناء. والمرجو منكم إن شعرتم ولاحظتم أي شيء غير سار للدولة ألا تسكتوا عليه، وتبنوا بجد وإخلاص كل ما ترونه أنه سار ونافع، ولا تخفوا صغيرة أو كبيرة لأن المجلس الأعلى مفتوح للحوار والمناقشة، وحرية الرأي مكفولة للجميع ولأن الأمر شورى بيننا في هذا المجلس أو مثله أو على انفراد وليس هناك حظر على الرأي والأمر الذي لا يرضي أي طرف لا يُرضي الجميع».

وفيما يتعلق بانتخاب أعضاء المجلس الوطني، يعبّر الشيخ زايد عن فهمه للطبيعة التطورية للعملية الانتخابية. ويشير إلى أنه وبالرغم من أهمية الانتخاب المباشر، فإنه يجب أن يتم بالتشاور والاتفاق الوطني. ويؤكد أن الثقة في أبناء الوطن وتفهمهم للمصلحة العامة تلعب دوراً هاماً في هذه العملية.

ويعلق القائد المؤسس أيضاً على دور المجلس الوطني ويشجع أعضاءه على تحمل المسؤولية. ويظهر أهمية التعاون بين المجلس والحكومة لخدمة الوطن والمواطنين، وضرورة التركيز على القضايا التي تهم المواطنين وتحسين معيشتهم. ويحث المجلس على

نقل الإنجازات المحققة إلى الجمهور، لتحفيز المشاركة والحفاظ على هذه الإنجازات. ويعبر عن ذلك قائلاً: «يجب على المجلس الوطني التعاون مع الحكومة من أجل خدمة الوطن والمواطن وإعطاء الأولوية للقضايا التي تهم المواطنين، وتوفير الحياة الكريمة لهم. ونهيب بالمجلس الوطني تجسيد الإنجازات التي تحققت في ظل مسيرة الاتحاد وإبرازها للمواطنين حتى يشاركوا جميعاً في الحفاظ عليها من أجل رفعة الوطن وأمنه واستقراره».

تواصل 

وفيما يخص الحوار واتخاذ القرارات، يشدد الشيخ زايد على أهمية الحوار المباشر والتواصل البناء. ويطالب بالتجاوب والانفتاح على آراء الآخرين ، وذلك لتحقيق التفاهم والحلول المجدية. ووضح ذلك بقوله: «إن أسلوب الحوار يؤدي إلى التوصل إلى أنسب الحلول المجدية، ولا يجوز للحكومة أن تستعمل جبروتها، ولا يجب لأعضاء المجلس أن يستعملوا جبروتهم، ولا جبروت لجهة من الجهات على جهة أخرى؛ لأننا أهل وإخوان، وأصحاب مصلحة واحدة ومصير واحد، وعلينا أن نتحرى الحقيقة، ونلم بكل التفاصيل والوقائع من مصادرها، لا أن نعتمد على ما ينقل من هنا وهناك».

تكمن وصية الشيخ زايد في تكريم المسؤولية والصدق وخدمة الوطن والمواطنين. ويدعو أعضاء المجلس إلى تقديم الأفضل، وأن يكونوا دائماً على استعداد للحوار وتحقيق النجاحات. ويؤكد أن الدولة والمواطنين هم جميعاً أسرة واحدة، وأن الأمور تحتاج إلى تفاهم وتعاون للارتقاء بالوطن ومستقبله.

في الختام، يقول الوالد المؤسس: «إن خدمة الوطن والمواطنين أمانة يجب على أعضاء المجلس أداءها من أجل النهوض بالوطن وازدهاره ورفعته ورفاهية أبنائه». تبقى هذه الوصية رمزاً للحكمة والرؤية الوطنية، ومرجعاً يستمد منه القادة الحاليون والأجيال القادمة الإلهام والتوجيه في خدمة وطننا الغالي.

Email