رسائل القمة الثلاثية

ت + ت - الحجم الطبيعي

فلسطين قضية مركزية.. استقرارها يؤدي إلى استقرار المنطقة والإقليم، بل والعالم، قمة «العلمين الجديدة» رسالة واضحة تؤكد حيوية وحضور القضية، حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره قرار تاريخي في ذاكرة المستقبل.

قمة ثلاثية جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

روابط تاريخية راسخة بين القادة الثلاثة، القاهرة تتحرك دائماً وفق فلسفة واستراتيجية، تقوم على التعاون والشراكة، وترسيخ مفاهيم السلام والاستقرار في المنطقة والإقليم.

أولى هذه الرسائل القادمة من قمة «العلمين الجديدة»، أن لقاء القادة الثلاثة، جاء قبل أيام قليلة من اجتماع وزراء الخارجية العرب، في الأسبوع الأول من سبتمبر المقبل، بجامعة الدول العربية، وأن هذه القمة تأتي قبل الاجتماعات رفيعة المستوى التي تستضيفها أيضاً الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر من كل عام، فضلاً عن أن هذه القمة، تأتي بعد أسبوعين من اجتماعات الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي عقد في «العلمين الجديدة» في الثلاثين من يوليو الماضي، وشهد توافقاً بين ممثلي الفصائل، فهذه الخطوة، جاءت بمثابة بادرة أمل لإنهاء الانقسام بين الفصائل، بعد أن طالت مساحات الشقاق والخلاف، بما يعطي الفرصة لإسرائيل، للتذرع بعدم وجود شريك فلسطيني واحد يمكنها التفاوض معه، من أجل تنفيذ اتفاقيات السلام.

كما تأتي هذه القمة، وسط متغيرات عالمية وصراعات بين القوى العظمى: روسيا والصين وأمريكا، وظهور تكتلات عسكرية واقتصادية كبيرة، تجعل العالم مشغولاً بعيداً عن القضية الفلسطينية، الأمر الذي ربما يدفع إسرائيل إلى المزيد من الإجراءات الأحادية، التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني، من استيطان، وتهجير، وهدم المنازل، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، والهجوم على الأماكن المقدسة، وربما تتنصل إسرائيل من استحقاقات السلام التي تفرضها ضرورة حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

ومن ثم، فإن توقيت هذه القمة الثلاثية، يضع القضية الفلسطينية في دائرة الضوء، ويذكر العالم بعدالة القضية، وضرورة الانتباه لأهميتها، على صعيد السلام الإقليمي والدولي، وأنه لن يتحقق أي استقرار في الشرق الأوسط، بل في العالم من دون حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، ودائماً وشاملاً.

اللافت للنظر أيضاً، أن بيان القمة الثلاثية، جاء حاسماً وقاطعاً، وتضمن عدداً من الرسائل المهمة، التي تمثلت في أن حل القضية، لن يتم سوى بالمرجعيات القانونية الدولية والعربية، وللمرة الأولى يتضمن البيان المطالبة بجدول زمني واضح، للمضي قدماً نحو إقامة الدولة الفلسطينية، والحرص الكامل على دعم الرئيس محمود عباس، في التفاوض والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والتأكيد على أن الأمر الوحيد لتحقيق هذا السلام، هو تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه غير القابلة للتصرف، فضلاً عن أن الرسالة المهمة أيضاً، أن القادة الثلاثة ذكروا إسرائيل بمخرجات اجتماعي العقبة - شرم الشيخ، اللذين دعيا إلى تهدئة الأوضاع، ووقف الاعتداءات، تمهيداً لإعادة إحياء مفاوضات السلام.

هذه الرسائل، تأتي وسط رسائل أخرى لا يمكن إغفالها، من بينها التأكيد على الوصاية الهاشمية، على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ورفض انتهاك إسرائيل للوضع القانوني، والتاريخي القائم في مدينة القدس، والتأكيد على الإيمان بمبادرة السلام العربية، التي طرحت في قمة بيروت عام 2002، والتي تتفق مع نصوص القانون، والثوابت الدولية، وتمثل الطرح الأكثر شمولية، لتحقيق السلام العادل، وتلبية تطلعات شعوب المنطقة.

Email