السرد الاستراتيجي للمؤسس.. «القوة الناعمة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أشهر أقوال الشيخ زايد، رحمه الله: «إن العلاج ليس هو الدواء فقط العلاج هو التمريض بالدرجة الأولى والتمريض يعني السلوك الطيب، وراحة المريض والابتسامة الحلوة والمعاملة الكريمة»، بالأسلوب نفسه كان يحث الشيخ زايد على معالجة جميع الأمراض، سواء النفسية أم الجسدية، الاجتماعية أم الاقتصادية، الداخلية والخارجية، فكان أينما حل وارتحل جاءت الحلول معه. ويعتبر القائد المؤسس، من أفضل القادة الذين استخدموا القوة الناعمة بشكل فعال خلال مرحلة التأسيس.

 طبق القائد المؤسس هذه الممارسة من خلال جوانب عدة، حيث كان العطاء والمساعدات الإنسانية عنصرين أساسيين في سياسته الخارجية. قام بتقديم مساعدات مالية وإنسانية للدول الفقيرة والمحتاجة في جميع أنحاء العالم. كان يقول: «إن أي تعاون بين أمم العالم أمر واجب، لأننا بشر وكل تعاون يخدم السلام والتعاون معناه استثمار موارد كبيرة كانت ستكون معدومة بالنسبة للعالم». وهذا أدى إلى تعزيز صورة الإمارات الإنسانية والخيرية.

كما حرص، طيّب الله ثراه، على دعم التسامح الديني والاحترام للثقافات المختلفة داخل الإمارات وعلى مستوى العالم. ونستنبط ذلك من وصيته للطلبة المبتعثين: «أدعوكم أبنائي الطلاب إلى التحلي بالأخلاق والقيم، والحفاظ على السمعة الطيبة والاحترام الذي تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة بين دول العالم. يجب على كل فرد منكم أن يتسم سلوكه في تعامله مع أبناء البلد الذي يدرس فيه بالتسامح والبعد عما يسيء، والتمسك بالصفات الحميدة التي ورثتموها عن آبائكم وأجدادكم ». بناءً على هذا المبدأ، تصدرت الإمارات مركز السياح والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.

جهود
أدرك الشيخ زايد أهمية الاعتماد على الاقتصاد والتعليم لتطوير الدولة، وارتكزت جهوده للقيام بالاستثمار في التعليم والتنمية الاقتصادية، مما ساعد على جذب المواهب والكفاءات وتحسين مستوى المعيشة في الإمارات. فبفطرته الملهمة المعهودة كان يؤكد: «إن كل البرامج العامة التعليمية والصحية ومشروعات الطرق والكهرباء سوف يلمسها المواطن في القرى والمدن، لقد كرست جهودي من أجل راحة المواطنين وسهرت لراحة الصغير والكبير وراحة المرأة والرجل؛ لأن راحتهم هي راحتي، وسعادتهم هي سعادتي، وكل ما يفرحهم يفرحني، وكل ما يؤلمهم يؤلمني. وسوف يكون مستقبل هذا الوطن مشرقاً بإذن الله».

قيم
حافظ الشيخ زايد على القيم الاجتماعية التقليدية والثقافة الإماراتية، بالإضافة إلى التعاليم الإسلامية، مما ساهم في تعزيز الهوية الوطنية وتعاظم الانتماء إلى الوطن. وكان يحث شعبه قائلاً: «إن كلاً منا حين يعمل من أجل وطنه إنما يعمل لتحقيق هدفين: الهدف الأول هو أن يحظى برضا ربه وخالقه قبل كل شيء، والهدف الثاني هو أن يحظى بثمرة عمله. وإذا أخلص كل منا في عمله، فإن هذا العمل سوف يبقى مخلداً على مر السنين أمام الأجيال القادمة. وهذا لا تعادله أي ثروة؛ لأن الثروة زائلة، ولا قيمة لها إلا بالعمل المخلص».

اعتمد، رحمه الله، نهجاً دبلوماسياً سلمياً في التعامل مع القضايا الدولية، وسعى لحل النزاعات وتحقيق السلام بالوسائل السلمية. فهو من قال: «نحن مسلمون ويجب أن نتسامح بعضنا مع بعض، وأن يتغاضى الأخ عن خطأ أخيه، ونعطيه الفرصة للتسامح والغفران. إن التسامح والتراحم أمر واجب من أجل الموقف الواحد، لأن المصير واحد».

كان الشيخ زايد قائداً حكيماً ومتزناً، سياسياً محنكاً، أسس رؤيته على بناء الثقة واكتساب الاحترام كشخصية قيادية. أساليبه ومبادئه التي اعتمدها ساهمت في تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة عالمياً وجعلت منها قوة ناعمة محترمة ومؤثرة في المنطقة وحول العالم.

Email