يقال بأن كل مولود يصل لهذا العالم لديه قدرات عقلية كبيرة تصل إلى حد العبقرية والذكاء ولكن مع الأسف تؤثر التربية والمحيط الذي يعيش فيه الطفل كثيراً، فينعكس سلبياً على قدرات عقله ونموه الصحي الذهني. عندما نذكر العباقرة والأذكياء والمخترعين في العالم، نجد أن حياتهم تميزت بالصعوبة والقسوة وتجاوز محن وظروف الحياة وعدم اليأس والإحباط.

أستحضر كمثال قصة المخترع الشهير توماس أديسون، ففي صغره تم طرده من المدرسة، لأنه مجرد طفل غبي بل متخلف عقلياً.. لكن ذلك الطفل لا يزال لديه فضل كبير على البشرية باختراعه المصباح، رغم عدم نجاح مئات التجارب، إلا أنه في النهاية وصل إلى مبتغاه.

بعد سنوات عديدة من وفاة والدته أصبح إديسون أحد أعظم المخترعين في العالم وذات يوم فتح سجلات العائلة وصادف خطاباً على ورق بني اللون، مدفوناً بعمق في خزانة والدته القديمة.

كانت الرسالة التي تلقتها والدته من مدرسته الابتدائية قبل سنوات عديدة، بكى إديسون لساعات، قبل أن يكتب في مذكراته: «كان توماس ألفا إديسون طفلاً غبياً، وبفضل بطولة والدته، أصبح عبقري القرن».

رغم الظروف التي واجهتها والدته من مدرسته ورفضهم تعليمه ولكنها أصرت على مساعدته، أحياناً البعض ينظر إلى الطفل العبقري على أنه مشكلة من الصعوبة حلها بسبب أسئلته الكثيرة وعدم اقتناعه بالإجابة، بل ربما طرحه لهذا الكم من الأسئلة وصعوبة الرد عليه تجعل أغلبية من حوله يصيبهم النفور والغضب والاستسلام ولكن والدة أديسون قررت تجاوز كل ذلك وهو في نهاية حياته اقتبس مقولة شهيرة: «أمي كانت من صنعتني، لقد كانت محقة جداً، واثقة جداً مني، وشعرت أن لديها شخصاً تعيش من أجله، شخص لا تجب أن يخيب ظنها».

في رأيي جميع الأطفال عباقرة ومع الوقت وزيادة عمرهم سوف تزيد معلوماتهم وخبراتهم بالحياة والبعض يمتلكون الكثير من المواهب التي تؤهلهم للسير على خطى هؤلاء العباقرة.

إن الطفل يحتاج إلى اهتمام وليس للعقاب البدني، مهما كان الخطأ الذي يرتكبه الطفل فإنه لا يعالج بالضرب بل لا بد أن يتعلم الطفل في كل مراحل حياته في لعبه ونومه ومدرسته ومع أصدقائه، يتعلم من الحياة الكثير الذي يجعله يصل بكل قوة وتحمل ولديه الكثير من التجارب في مرحلة النضج وليس مليئاً بالعقد والإحباطات النفسية.

الطفل يحتاج منّا للتشجيع والتحفيز، فعندما يظهر لدى الطفل موهبة وتفوق فإنه يحتاج إلى الرعاية والاهتمام مما يشكل تشجيعاً وحافزاً لديه وبذلك نكون قد صنعنا موهوبين في مجتمعاتنا، فكم طفل يملك مواهب وقدرات عقلية كبيرة، ثم تبدأ في الاضمحلال كلما كبر في السنّ أمام وقائع الحياة وأمام التحديات والواجبات التي تكبله.

لنغير هرم الاهتمام بالموهبة من الاكتشاف والبحث عنها إلى صناعتها بالعلم المتميز والمعلومات الدقيقة لعقول قوية وحاضرة في المستقبل القريب.