الطريق إلى الدولة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

القضية الفلسطينية دائماً في عقل وقلب العرب والعروبة.

مهما طال الزمن لن يغيب الأمل في إقامة دولة مستقلة.

أكثر من 75 عاماً مرت على هذه القضية، ولا يزال الصمود والثبات عنوان الأشقاء في فلسطين.

العالم واحد، والدولة الفلسطينية واحدة، تظل أملاً وحلماً، لدى كل الفلسطينيين والعرب والأحرار في العالم.

عقد اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة «العلمين» المصرية، رسالة مهمة من حيث الزمان والمكان.

من حيث المكان، فإن مصر ظلت على مدار التاريخ، تقدم كل الدعم للقضية الفلسطينية، بل تعتبرها قضيتها المركزية عبر عشرات السنوات. القاهرة نجحت في أن تضع القضية في دائرة الضوء داخل المجتمع الدولي والمحافل الدولية، واستضافت العشرات من الاجتماعات للأطراف الفلسطينية الفاعلة، وباتت القضية حاضرة بقوة في الخطاب السياسي المصري، فضلاً عن دعوات القاهرة المتكررة، لعقد اجتماعات وقمم عربية بشأن هذه القضية.

أما على مستوى رسائل الزمان. فنحن أمام نظام عالمي يُعاد تشكيله من جديد، سباق قطبي غير مسبوق، هندسة جديدة للإقليم، متغيرات سريعة في موازين القوى، إسرائيل تحاول التوسع بتوقيع حكومة يمينية، تهدف في المقام الأول إلى تفكيك جوهرة القضية الفلسطينية، تحاول الهروب من مشاكلها الداخلية، بشن عدوانها على الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أم في غزة. تحاول توظيف الخلل البنيوي في تركيبة الحكومة الإسرائيلية بمزيد من الاستيطان والاعتقال، واقتحام المقدسات.

في الوقت نفسه نجد ثمة متغيرات متلاحقة وصاعدة، نلحظها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بجميع الأشكال المتاحة، فللمرة الأولى نجد شباباً وجيلاً جديداً يقاوم ويصمد، متمسكاً بالحقوق الفلسطينية ولديه إرادة قوية لإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، فضلاً عن أن المتغيرات العربية بعد مرور عقد على ما يسمى بالربيع العربي، أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد.

إذن اجتماع الفصائل الفلسطينية في مدينة «العلمين» يأتي وسط كل هذه المتغيرات الدولية والإقليمية والعربية، ليؤكد حقائق عدة يأتي في مقدمتها:

الحرص الكامل من قبل الدولة المصرية على مواصلة تقديم الدعم للأشقاء في فلسطين، باعتبار أن قضيتهم هي أحد مرتكزات العمل السياسي والدبلوماسي المصري، وأن القاهرة تصنع دوائر أوسع من أجل حلحلة هذه القضية التي تجاوز عمرها 75 عاماً، وهذا ما نلمسه في التعاون الثلاثي المصري - الأردني - الفلسطيني، أو ما تشهده في مجموعة ميونخ التي تضم مصر والأردن وفرنسا وألمانيا، هذه الفلسفة تؤكدها دائماً المواقف المصرية للتصدي سياسياً ودبلوماسياً لحماية مقدرات الشعب الفلسطيني، من خلال إيقاف جميع محاولات العدوان الإسرائيلي، سواء على قطاع غزة أم الضفة الغربية.

أيضاً يضعنا هذا الاجتماع أمام معطيات جديدة تقول، إنه لا بديل عن الوحدة والتماسك والمصالحة، وإنهاء الانقسام، وأن شطب الخلافات بين الفصائل أمر تزداد أهميته يوماً بعد الآخر، لا سيما أن الاحتلال يستغل دائماً حالة الانقسام الفلسطيني ويتمادى في أطماعه وعدوانه، بدعوى أنه لا يوجد شريك فلسطيني واحد لعملية السلام، ويعمل على تعميق هذا الانقسام، لذا فإن هذا الاجتماع واللجنة الصادرة عنه، باتت تضع كل الأطراف الفاعلة أمام مسؤولياتها، فلا يمكن أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه، في ظل خلافات وانقسامات تمنح الاحتلال الفرصة لممارسة مخططاته بتهويد القدس، وبناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية.

هذا الاجتماع فرصة حقيقية يمكن البناء عليها، خصوصاً أن النقاشات التي دارت بين قادة الفصائل، شهدت توافقات حول مبادئ وثوابت أساسية يؤمن بها الجميع، تتعلق بتقرير المصير، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة.

ومن ثم فإن توافر الإرادة والثبات على الصمود، ومد جسور الوحدة، هو الرد التاريخي على أهداف ومخططات الاحتلال.

 

 

Email