السرد الاستراتيجي للمؤسس.. «التنافسية في التعليم»

ت + ت - الحجم الطبيعي


تلجأ المؤسسات المتميزة إلى تسخير ممارسة «المنظمة المتعلمة» في ثقافتها المؤسسية. فهذا المفهوم الذي يهدف إلى تعزيز التطوير والتحسين المستمر داخل الهيئات والمؤسسات والشركات، إن «المنظمة المتعلمة» تمثل أحد الأسس الرئيسية للابتكار والنجاح المستدام، حيث تشجع على التعلم، والتفكير الابتكاري والاستفادة من المعرفة والخبرات المتواجدة داخلها.
هذا المفهوم تجاوز حدود المؤسسات وامتد ليشمل التنافسية في التعليم عند المؤسس الشيخ زايد،رحمه الله، القائد الذي برؤيته تجاوز حدود عصره وألهم الأجيال اللاحقة بتعاليمه وبصيرته، وساهم في بناء مجتمع متطور ومستدام، حيث تبنى مفهوم «الدولة المتعلمة» كواحدة من الأفكار الرئيسية التي رافقت حكمه الحكيم، والتي جعل لبنتها الأساسية المواطن المتعلم، حيث قال: «إن الإنسان في الإمارات هو أغلى إمكانيات الدولة، ومن هنا فإن العلم هو الطريق لبناء المواطن وتنمية وتحرير إرادته».

أساسيات

ولإيمانه بأن المعرفة والتعليم أساسيات لبناء مجتمع متطور واقتصاد مزدهر، سعى جاهداً لتطوير مهارات وقدرات المواطنين من خلال التعليم والتدريب، حيث قال سموه: «إن العلم هو طريق التقدم البناء، ولا قيمة للإنسان دون أن يتزود بسلاح العلم والمعرفة». لكنه، منهج مسارات تحصيل العلم، وجعل أولها التدرج واكتساب الخبرة، كما يوضح: «كيف يمكن أن يكون العلم على الورق بدون الممارسة العملية واكتساب الخبرة؟ كيف يأتي خريج الجامعة ويريد حال تخرجه أن يكون مديراً ؟ كيف يعامل موظفيه ويسير أمور إدارته دون أن يكتسب الخبرة أولاً؟». وبالإضافة لذلك أوصى بالتعلم من السلف، قائلاً: «يجب على كل واحد منا أن يعرف ويتساءل عن ماضيه كيف عاش آباؤه وأسلافه السابقون حتى يعرف كيف يعيش، ويتماشى مع ظروف الزمن على مرور السنوات وظروف الحياة الحاضرة».
وركز على التعلم من التجربة، حيث قال: «علينا أن نستفيد من كل دقائق التجربة التي عشناها خلال الأعوام الماضية، وهي مرحلة ضرورية لنا، ولكن علينا الآن أن نخطط في ضوء التقدم الذي تشهده البلاد في الأعوام القادمة».

مهارات

عمل الشيخ زايد على اعتماد نظام تعليمي شامل يضم التعليم العام والتعليم العالي والتدريب المهني. وحرص على توفير فرص التعليم للجميع. وطالب بضمان حق المرأة في التعلم والتدريب حيث قال: «سنطلب إلى مجلس الوزراء وضع خطة لاستيعاب قدرات المرأة في العمل في كل المجالات خاصة في مجال الطب، ووضع الدراسات لكيفية الاستفادة من طاقات الطالبات بصورة أفضل وتكثيف دور الفتاة في العمل بجانب واجبها تجاه الزوج والأسرة».
أدرك الشيخ زايد أهمية القيادة الحكيمة في بناء الدولة المتعلمة. فعمل على تطوير مهارات القادة والمسؤولين في الدولة. وشجع على اكتساب المعرفة والخبرات، وأوصى بالتواصل الفعال لحل المشكلات بطرق بنّاءة.

دعم

علم الشيخ زايد أهمية العلماء والباحثين والخبراء في التقدم العلمي والتكنولوجي ودورهم في الدولة المتعلمة. فقام بدعم البحوث العلمية وإنشاء المراكز البحثية. كما قدم المنح الدراسية والدعم للعلماء والباحثين لتشجيعهم على الإسهام في تطوير المعرفة وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه المجتمع. وعزز ذلك باقتباس أفكار خارجية كما تشير ممارسته بالقول: لقد طلبنا من خبراء البلدان الشقيقة والصديقة أن يعطوا تصور حلول لموضوعات السكن والصحة والتعليم والكهرباء والماء ولكافة الأشياء التي يحتاجها المواطن.

Email