المحامي قد يجهل !

ت + ت - الحجم الطبيعي

تداول قبل أيام مقطع فيديو منتشر بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي يتحدث بها أحد المحامين الشباب عن إحدى القضايا الدخيلة على مجتمعنا في عقوق الوالدين، مع رفض المجتمع لمثل هذه التصرفات حتى أصبح الموضوع حديث الساعة، مع تساؤلات كثيرة. البعض يبحث عن ردة الفعل القانونية وأحدهم يبحث عن فتوى دينية يعاقب عليها المتسبب بالمشكلة ليصبح المجتمع في شتات بين أمرين، وما أن يتم الدخول في تفاصيل القضية حتى يتم اكتشافها بأنها قصة مختلقة من محض الخيال وتفاصيلها غير دقيقة، لكن الخطأ الذي تم التحذير منه مراراً وتكراراً بأن لا تنشر ما تجهله ما زال يطفو على سطح الماء ولم يغرق للأسف، وصاحبه لا يدرك سلبياته على المجتمع فيساهم في نشر المعلومات المزيفة والمضللة. 

المحامون والقانونيون يمتهنون مهنة عظيمة الواجب منها جلب حقوق البشر ورد المظالم ومعاونة للقضاء الذي يؤدي العدالة في المجتمع، مهنة المحاماة هي من المهن العظيمة التي لها مكان مرموق في جميع دول العالم، فلا يجوز التلاعب في تشويه هذه السمعة من خلال الجهل في مفاهيم المحاماة وسياساتها، اليوم مع تطور التقنيات الجديدة أصبح للمحامي دور مهم في تغير نوع المخاطبات المجتمعية من خلال تقديمه رسائل توعوية مبتكرة تساهم في كشف عملية الجهل لبعض القوانين والممارسات التي يصدرها بعض المحامين الذين يجهلون ردة فعل المجتمع تجاه القضايا التي تثير الرأي العام، ما يتسبب في تشويه سمعة الوطن، لا بد أن يمتلك المحامي أساليب مميزة في عملية الحوار الشفهي، لأن المجتمع المتنوع ثقافياً أصبح أكثر نشاطاً وأفكاره أصبحت مؤثرة ولذلك يجب وضعها في إطارها القانوني لتكون المنفعة والمصلحة مشتركة. ما زال المجتمع يعاني من الشبكات على منصات التواصل الاجتماعي التي لا توجد بها ثقافة قانونية، والتي تسارع في نشر القضايا المغلوطة لكسب أكثر عدد من المشاهدات ولا يدركون حجم المسؤولية على عاتقهم في محاربة كافة الظواهر السلبية والدخيلة على مجتمعنا للحفاظ على الهوية الوطنية والعادات والتقاليد، لا يجب أن تطغى قلة المعرفة عند بعض المحامين في نشر ما يزيف التشريعات والقوانين للوصول لغايات مقصودة، الدولة تضم محامين وقانونيين وجهودهم جبارة للتصدي للمغالطات مساهمين في التوعية وأثرهم كبير في مجتمعنا ضد من يتلاعب بالقانون.

Email