البعض من الشباب يعاني من فكرة الرهاب أو الفوبيا من الارتباط أو الزواج، فتظل تلك الفكرة في رأسه وتصيبه بنوع من الخوف والقلق مما يؤدي إلى تأخيره في موضوع الزواج أو حتى عدوله النهائي عن فكرة الارتباط وصرف النظر عن الزواج فتتملكه حالة من «فوبيا الزواج»، لا يستطيع معها إكمال مشوار الخطوبة أو الزواج أو حتى تكرار التجربة في حالة الفشل والطلاق والانفصال.
أتوقع أن أغلبية الأسباب ترجع إلى أن انعدام الثقة لديهم تكون ناجمة عن الماضي وما مروا به خلال فترة طفولتهم وما عانى منه البعض في مسألة العنف والطلاق وآثارها في أسرهم، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الأغلبية ممن يرفضون الزواج يعانون من الإحساس بعدم الأمان أو الثقة في العلاقة وسبب «فوبيا الزواج» الذي يعانيه البعض قد يعود لتعرضه لبعض الظروف القاسية في فترة طفولته كالطلاق والانفصال والعنف في الأسرة، فتأثر نفسياً وأصيب بالاكتئاب والقلق والخوف من أن يكرر نفس تجربة والده أو والدته كما أن البعض لا يرغب بتغيير مسارات حياته، ويحاول أن يبعد خوفه وقلقه من المستقبل ويبتعد عن خوض أية تجربة جديدة لا
يثق بنجاحها ولا يرغب بتغيير نمط حياته من أجلها، فهو يشعر بالأمان والطمأنينة بعيداً عن تحمل أعباء ومسؤوليات قد يفرضها عليه الشريك الآخر وقد يتقاسم معه كل أمور حياته.
هؤلاء ممن يعانون «فوبيا الزواج» أتوقع أنهم بحاجة إلى مراجعة أنفسهم والبحث عن مواطن القوة والثقة فيهم ومنح الفرص لذواتهم وربما العلاج النفسي ضرورة ملحة حتى يمكن التخلص من آثار الماضي، كما لا ننسى أن حسن اختيار الشريك الآخر ضرورة فهي تكفل تعلم مبادئ الاحترام والصدق والشفافية.
أعتقد أننا بحاجة لتوجيه الشباب والشابات في فهم الحياة الزوجية ودخول بعض الدورات التي تعلمهم كيفية التعامل مع الحياة حتى يتجنبوا الانهيار والانفصال والرفض الذي نراه في أغلب الزواجات هذه الأيام، أتوقع نحتاج مزيداً من الدورات والتكثيف المعلوماتي الذي يكمن فيه الفائدة والإثراء، وتقديم المشورة والتوجيه والنصيحة والتدريب عن طريق مراكز الدعم الاجتماعي ومؤسسات التنمية الأسرية التي يمكن لها إقامة الورش والدورات ونحوها خاصة في موضوع الزواج وبناء الأسرة والمساعدة في تجاوز مفهوم الرهاب وفوبيا الزواج، فالأسرة القوية المتماسكة الناجحة تعني مجتمعاً قوياً متفائلاً متوثباً نحو المستقبل.. يقول هاري روبرتسون: «ترتقي الشعوب وتنخفض بحسب درجة تقديرها للعلاقة الزوجية».