من الطبيعي أننا نندمج مع جماعات تشبهنا في الأفكار والتوجهات والأهداف والرغبات، ولكن تكمن المشكلة في نظرتنا حول من يختلفون معنا في كل شيء.. وهي مشكلة حقيقية تواجهها العقول البشرية في مختلف الحقب وغير التاريخ، نحن نميل ونركن لمن يتفق معنا ويقف معنا ويؤيدنا ويصفق لنا ويهتم بنا ويتماشى مع آرائنا ولكننا نخاف من الرأي المغاير، نستشعر القلق والرهبة وعدم الأمان من اختلاف الآخر، أو من فكرة جديدة أو حتى تغيير في هيكل وظيفي أو استحداث هيئة أو تغيير على مستوى الديكور في المنزل، وقِس ذلك أن أي تغيير يقوم به أحدهم في حياتك قد يجعلك هذا الأمر تستثير وتغضب بأنك قد تعودت على الأمور ومكانها، إن التغير يصيبك بالقلق وقد يضيع عليك وقتك في البحث عن أعراضك الشخصية وغيرها.

قِس ذلك على المجتمعات البشرية حيث إن التحدي الحقيقي يكمن في تقبل الاختلاف والأفكار الجديدة والمغايرة، إن للاختلاف فوائد وينتج عنه تنوع وتعدد، قد يكشف الأجود والأفضل، دعونا ننظر للعالم من زاوية أخرى، أمامنا عشرات الوظائف والأعمال نراها يومياً في مقار أعمالنا، ما رأيكم لو فكرنا في اختلاف كل تلك الميول والأشخاص والوظائف؟ حتماً سوف نرى العالم بأكمله من زاوية أخرى، إن مختلف الشخصيات التي تتعامل معها يومياً، يوجد بها تنوع فريد في الصفات والاهتمامات وأيضاً في العادات، وكل موظف يملك هدفاً ورؤية وطريقة وتوجهاً مختلفاً تماماً عن زميلة الآخر، وهذا التنوع طبيعي وقد يكون ميزة وقوة تدفع للمزيد من النجاح، لو كل شخص منا نظر إلى اختلافه بهذه النظرة التفاؤلية سوف نجد بأننا قد تميزنا في جميع الجوانب وجعلنا الاختلاف دافعاً للانفتاح والتصالح وحتى أنه ينتج مزيداً من الأفكار.

ومن المؤكد أن هذا جميعه سينعكس على الأداء والإنتاجية، ماذا لو حاولنا في حياتنا اليومية التفكير في طرح أفكار مختلفة؟ فكرة أن تسلك طريقاً مغايراً إلى عملك؟ فكرة أن تعالج مواضيعك بطريقة مختلفة، فبدلاً من عامل الروتينية القاتل ابحث عن طريقة مبدعة يمكن لها أن تلون حياتك بالإبداع والاختلاف سوف يعود علينا ذلك بالكثير، للأسف البعض من الموظفين يعشق أن يكون بلون واحد طيلة عشرين أو ثلاثين عاماً، نفس النشاط وبيئة العمل كذلك يساعده في ذلك مدراؤه الذين لا يرغبون بالتغيير، ولا يرحبون به بل يعيشون في الرتم الواحد ويفضلون الحياة دون تغيير، يشعرون بالخوف من التغيير ويحبون الهدوء والحياة الخالية من المشاكل، إن الاختلاف يكمن في البحث عن الأفكار والسعي نحو معالجة ما يقع من مشاكل، الاختلاف في التميز والإبداع والبحث عن الجديد والاستماع لوجهات نظر فريق العمل التي يمكن أن تسهم معنا في النجاح والتقدم.