بشكل يومي سواء في الحياة الاجتماعية أو العملية نقابل أناساً نعرفهم سواء من الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء العمل، يحملون الكثير من المشاعر السلبية وهموم الدنيا، وعلى الأغلب البعض منهم يحزن ويقلق لأمور سخيفة وتافهة ويحمل على كاهله هموم الدنيا بأسرها، وتتلبسهم حالة من التجهم والقلق والغضب والحيرة، يعيش في أجواء تهويل المشكلة ويضخم الأمور، بل قد يصاب بأمراض نفسية كلها ناجمة عن القلق. كلنا نعرف أن الحياة محملة بالعقبات وفيها الكثير من الطرق الملتوية ومتعددة الطرق والمخاطر، قال الله تعالى في كتابه الكريم: (لقد خلقنا الإنسان في كبد).
الحياة تحتاج منا الصبر والهدوء والتفكير ووضع الخطط؛ فالناس لم تولد بالخبرات والمعارف، بل إن الخبرة تراكمية نتزوّد بها في كل محطة وفي كل يوم ومن خلال كل موقف يمر بنا درس نتعلمه ونستفيد منه. يقول المؤلف الأمريكي المعاصر نورمان فنسنت بيل: «دائماً قف وواجه عقباتك بثبات، عندها ستدرك بأنها لم تكن بتلك العقبات التي ظننت». برنارد شو يقول: «إن سرّ الإحساس بالشقاء والألم هو أن يتوفر لديك الوقت لكي تتساءل فيه أسعيد أنت بحياتك أم تعيس؟» وهذا بالضبط الذي نحتاجه في حياتنا.. نحتاج الوقوف أمام مشاكلنا وهمومنا بكل صلابة وقوة، لننظر من حولنا عن عدد الناس الذين استطاعوا تجاوز مشاكلهم وهمومهم وأمراضهم وغيرها الكثير، لقد كانوا متفائلين ولديهم روح وأمل قوي بالله تعالى وكم سمعنا بقصص عن أشخاص دمروا أنفسهم ولم يستطيعوا تجاوز الخوف! قال الفيلسوف المهاتما غاندي: «لا شيء يهدر الجسم مثل القلق، ومن له إيمان بالله يجب أن يخجل من قلقه على أي شيء»، فلا تتحسر على ما فات من أخطائك ولا تتوقف عندها ولا تعبر الجسر حتى تتأكد من طريقك وكيفية الوصول إليه لأن الحسرة لن تفيدك ولن تعيد ما خسرته في الماضي بل سوف تزداد سوءاً، لذلك تفاءلوا وامضوا في حياتكم بثبات وقوة وصبر وستتحقق جميع أهدافكم.. إن الله مع الصابرين.