السرد الإستراتيجي للمؤسس " التنمية المستدامة"

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المواقف البيئية التي قالها المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه  <<إن بعض الخبراء الزراعيين قالوا قبل عشرين عاما، إن الأرض في منطقة ليوا لا تصلح إلا لزراعة النخيل فقط واليوم بفضل العزيمة والخبرة المحلية في الزراعة استطعنا أن نزرع وننتج ونصدر الخضراوات والفواكه من ليوا ولذلك أقول: إن من زرع حصد ونحن في الدولة اليوم نجني ثمار غرسنا في العلم والمعرفة >> من هذا نستنتج مدى التزام الوالد المؤسس بتحقيق التنمية المستدامة في الإمارات. وكيف قاد هذه الجهود الكبيرة التي طورت البنية التحتية والاستثمارات في القطاعات الاقتصادية المختلفة، والحفاظ على التوازن مع البيئة وحماية الثروات الطبيعية. حيث يُوضح: <<الإنسان لا يستغني عن النبات وكذلك الحيوان الذي يرعى من الأرض وينمو ليستفيد الإنسان من لحمه ولبنه، إذا فالأصل هو الأرض والنبات للإنسان والحيوان>>، فمن خلال متابعة مسيرة قيادته الحكيمة، نكتشف توظيفه بقيمة مضافة، مفاهيم الاستدامة بجميع أشكالها، وفي جميع المجالات.

تميز المغفور له الشيخ زايد برؤية طويلة الأجل للتنمية المستدامة، ركز على وضع استراتيجيات وخطط تنموية لضمان استمرارية نهضة الدولة وتحقيق رفاهية الأجيال القادمة، ويقول في ذلك: << إن كلاً منا حين يعمل من أجل وطنه إنما يعمل لتحقيق هدفين: - الهدف الأول هو أن يحظى برضا ربه وخالقه قبل كل شيء والهدف الثاني هو أن يحظى بثمرة عمله. وإذا أخلص كل منا في عمله، فإن هذا العمل سوف يبقى مخلداً على مر السنين أمام الأجيال القادمة>>. 

كان اهتمام الشيخ زايد كبيرا بتمكين المرأة وتعزيز حقوقها، سعى إلى توفير فرص متساوية للنساء في مجالات التعليم والعمل والمشاركة السياسية وأطلق مبادرات لتعزيز دور المرأة في المجتمع وتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا، فبالنسبة له:<<إن مهمة المرأة هي مواكبة مهمة الرجل، هذه هي البداية الصحيحة لبناء المواطن الواعي الذي يسهم بشكل إيجابي في بناء المجتمع الصالح>>.

أولى اهتماما كبيرا بتعزيز مفهوم التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي ومفهوم الشراكة والمشاركة، بين مختلف الثقافات والأعراق في الإمارات. قدم الدعم للمبادرات الثقافية والتعليمية التي تعزز التفاهم والتسامح بين الناس، وذلك لبناء مجتمع مترابط ومستدام، وكان يُوجه المسؤولين: << يجب أيضا تنشيط العمل الاجتماعي ومراعاة كل فئات المجتمع، مثل المرأة المطلقة والأرامل وذوي الدخل المحدود، من الضروري مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم لستر حالهم، وعندما يتحقق ذلك يسعد الإنسان الذي يسعى لإسعاد الآخرين بفكر وجهد ويكون له ثمرة ونفع لأبناء الوطن>>.

ومن أجل الاستثمار في التعليم، طور البنية التحتية التعليمية في الإمارات وقام بإنشاء مدارس وجامعات ومراكز تدريبية متطورة، وسعى لتوفير الجودة في التعليم المجاني لجميع المواطنين. وقد ساعد هذا في تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم لمواجهة التحديات المستقبلية، حيث كانت نظرته ذات أبعاد مستدامة: << إننا نوفر التعليم للشباب هنا وفي الخارج، ونحن نوفر لهم المصانع لاكتساب الخبرة والتدريب، وإعطاء فرص متساوية أمامه للعمل وكسب العيش، وما هذه المشروعات إلا الاحتياط الطبيعي بعد نفاد البترول؛ ففيها نقيم ما نواجه به المستقبل ويوفر الطعام للجميع>>.

اعتبر الشيخ زايد طيب الله ثراه، العدالة الاجتماعية، من المبادئ الأساسية للتنمية المستدامة. كان يحث على تحقيق التوزيع العادل للفرص والفوائد بين الأفراد والمجتمعات، فكان يُوجه كلامه لجهات الاختصاص مباشرة، كما يُستوضح في التالي: << أتمنى للنائب العام التوفيق والنجاح في تحمل المسؤوليات والمهام الموكولة إليه، ويجب الالتزام بالصدق والجد والإخلاص وأداء العمل بأمانة دون خشية أو محاباة حتى تسود العدالة>>.

<<علينا أن نعمل للتاريخ وللأجيال القادمة حتى نرضي الله ورسوله ونرضي ضمائرنا >> قولته هذه وشبيهاتها من الدرر التي خلَدها لنا، تُمثل مفهوم الاستدامة في المسؤولية الجيلية، وهي الحافز لنا والأجيال بعدنا، لتستمر جهوده نحو تحقيق نمو مستدام وتنمية شاملة في دولتنا الإمارات. وتوالي تطبيق خطط التنمية المستدامة لتطوير رفاهية المجتمع وحفظ الموروث البيئي للأجيال القادمة.

Email