الكثير منا يرتكب الأخطاء في حياته، ولكن القليل من يحاول أن يجتازها ويتجاوزها إلى حياة أفضل، لو فكرنا بعدد الأخطاء التي ارتكبناها بحق أنفسنا والآخرين سوف تمتلئ أوراقنا وقلوبنا وذاكرتنا بالكثير من الأخطاء والزلات والحماقات، البعض منا يلقي مسؤولية فشله على الآخرين والظروف المحيطة به، قال نابليون بونابرت وهو في منفاه: «لا أحد مسؤول عن هزيمتي، لقد كنت أنا أعظم عدو لنفسي»، إننا نحتاج لمراجعة أنفسنا بشكل دوري ماذا فعلنا خلال أسبوع؟ وماذا اكتسبنا من خبرات؟ وكيف يمكننا تجاوز أخطائنا؟ وما الدروس التي نتعلمها؟ إن وضع خطة يمكننا فيها تجاوز حماقاتنا الصغيرة وتعلم الدروس المهمة منها سوف يجعلنا نتجاوزها، وهذا ما نسميه «مراجعة النفس»، وهي مراجعة كل ما تفعله بشكل مستمر حتى يمكنك التخلص من العادات السيئة وتتقدم في حياتك وتقدم الأفضل لنفسك وأسرتك ومجتمعك، خصص أسبوعاً من كل شهر مثلاً لمحاربة كل نقيصة تعاني منها، ولا ترفض النقد، إن أعظم مفكري العصر أينشتاين كان يصرح كل فترة بأنه مخطئ في آرائه 99 % من الوقت.
إن تجاربك السابقة وماضيك وأخطاءك بصفة عامة هي أغنى مصدر لك حتى تبني حياة جديدة يمكنك التعلم منها واستخدامها لتحسين حياتك. الحمقى وحدهم من يستثيرهم الغضب فيلقون اللوم على الآخرين، الحمقى من يستمرون في حماقاتهم دون إدراك لأخطائهم أو اعتراف منهم بتدارك هذا الخطأ، أما العقلاء فتجدهم متلهفين للمعرفة، باحثين عن النجاح، يصححون أخطاءهم بأنفسهم.
يقول الكاتب الفرنسي لاروشفوكو: «إن آراء أعدائنا فينا أقرب إلى الصواب من آرائنا في أنفسنا»، وهذه حقيقة عندما يتصدى لنا أحد لانتقادنا، نشعر بالغضب ولا نستطيع احتمال نقده، ولكن لماذا ننتظر حتى يلومنا الناس على الأعمال التي اقترفناها؟ لماذا لا نفتش عن أخطائنا وحماقاتنا ونجد لها الحل قبل أن يفتح علينا أعداؤنا النار بكلمة نقد أو لوم أو تجريح، نحن جميعاً كما قال فولتير «مليئون بالضعف والأخطاء، فلنعذر لبعضنا البعض عن حماقاتنا – هذا هو أول قانون في الطبيعة».
كل ما عليك إذن أن تدون حماقاتك الصغيرة وأخطاءك في نهاية كل يوم، وذلك حتى تستخلص العبر والعظة وتفيدك في مستقبلك.