ألم تمر بكل واحدٍ منا إخفاقات تعرض لها في حياته بصفة عامة؟ ألم تقم بعمل وبعد فترة من السير في تنفيذه تكتشف أنك ارتكبت خطأ، بسببه أنت مضطر لتعيد كل شيء من نقطة البداية؟
إذا كنت تعمل وبغض النظر عن نوع عملك وطريقته وآليته، فأنت معرض للإحباط بسبب عدم نجاحك أو عدم مقدرتك على تقديم منجز متميز. في هذه اللحظة تذكر لا شيء يدعو للإحباط أو يدعوك للتراجع والتوقف، بل المفروض أن تعيد المحاولة، مرة واثنتين وثلاثاً.. ومئة... وكما قال مايك ديتكا: «طالما أنك تواصل المحاولة، فأنت لن تضل أبداً». المحاولة تعني الخبرة، فأنت عندما تقرر العودة بتركيز أكثر واندفاع أشد، فهذا يعني أن المحاولة ساعدتك وبدأت التقدم، وفهم الدرس، يقول ابن تيمية: «العبرة بكمال النهايات، لا بنقص البدايات».
والأمثال كثيرة في موضوع البدايات والحث على العمل دون النظر إلى النتيجة، هناك مثل قديم يقول: «إن أي شيء يستحق القيام به بشكل جيد يستحق القيام به بشكل ضعيف في البداية». هذا المثل يؤكد لك أن الممارسة ليست هي التي تجعلك إنساناً مثالياً بل الممارسة التي تقع فيها في الأخطاء هي ما يجعلك مثالياً، ربما يجب أن تتذكر أن كل مهارات العمل قابلة للتعلم، إذا كنت ترغب بتعلم مهارة من مهارات العمل يمكن أن تتعلمها بالممارسة والتكرار، من الطبيعي عندما تبدأ في شيء جديد يمكن أن تكون توقعاتك سيئة وأنك غير ملائم وقليل القيمة وربما تشعر بالإحراج والتفاهة والسخافة، ولكن مهما كانت الصعوبات التي تواجهك في البدايات تأكد بأن لكل شيء ثمناً، ولكل بداية ثمن تدفعه، كن مستعداً لأن تستثمر في تطوير نفسك والقيام بأي تضحية حتى تصبح الأفضل في مجالك، الكثير يمضي وقته دون الاستفادة منه في شيء يعود عليه، على سبيل المثال إن تخصيص وقت للاستماع للبرامج التعليمية الصوتية أو أي برنامج يمكنه أن يفيدك في مجال تخصصك أثناء السواقة سوف يعود عليك بالنفع، الكثير لا يعير تلك اللحظات أي اهتمام، كل فكرة لها قيمة، حاول أن تتخيل كيفية الاستفادة منها، واصنع قائمة بكل ما تستطيع التفكير فيه وما الذي تحتاج حتى تصبح خبيراً في هذه المهارة.
قال الأخوان جويس: «الشخص المهتم بالنجاح يجب أن يتعلم أن يرى الفشل على أنه جزء مفيد وحتمي من عملية الصعود إلى القمة»، الحقيقة أن معظم الناجحين يتعرضون للفشل أكثر بكثير من غير الناجحين، فالناجحون يجربون أموراً أكثر، يفشلون، ينهارون، يسقطون، تؤلمهم عثراتهم، وسقطاتهم ولكنهم يعاودون الكرة مراراً وتكراراً قبل أن ينجحوا في النهاية، تكون بداياتهم صعبة ولكنهم لا يقفون عندها بل يتجاوزونها بكل قوة وحكمة ورغبة ويعودون إلى استكمال تنفيذ أهدافهم المستقبلية، كما قال هنري فورد: «الفشل هو مجرد فرصة للبدء من جديد ولكن بذكاء أكبر».