هناك الكثير من التغيرات الحديثة التي طرأت على العلاقات الإنسانية، فلم تعد كالسابق في قوتها ولا ترابطها ولا حتى في موضوع التواصل المستمر، مع الوقت وتراكمات الحياة وصعوبتها تغير موضوع التواصل من خلال الزيارات، وتبادل التهنئة وحضور مجالس العزاء وحفلات الزواج.. لقد تغير مفهوم الرسائل، ربما لو نعود بذاكرتنا إلى الوراء، لوجدنا بعض الرسائل البريدية الورقية بين أغراضنا، وذكرياتنا، وخزائننا، تذكرنا بمرحلة جميلة سابقة، وبطاقات بريدية تحمل التهاني من البعض في مناسبات مختلفة كالزواج، والأعياد، وذاكرة السفر، والأصدقاء والحنين إلى الوطن والأماكن، وكتابات الشعر والخواطر، وربما بعضها بطاقات وداع أو شوق، نحتفظ بها، تذكرنا بمراحل الصداقة وذكريات سابقة، ربما انتهت ولكن لا تزال رائحة الورق ووداع أصدقاء الطفولة تذكرنا بها كل فترة.
لقد تغيرت طبيعة التهاني بالمناسبات في الوقت الحاضر، فصارت رسائلنا جامدة باردة، روتينية، مكررة، لا روح فيها ولا شوق ولا حنين، صارت مجرد مقاطع مأخوذة من محركات البحث، أصبحت تصلنا بصيغة ولون وتصميم مكرر وكل ما نفعله هو نسخها وإرسالها لجميع الأرقام المحفوظة في أجهزتنا وحتى أن البعض أحياناً لا يكلف نفسه عناء قراءتها أو تغيير الأسماء أو حتى الإضافة، لقد باتت التقنيات الحديثة تسيطر على حياتنا وأصبحنا نستخدمها بكثرة في المناسبات وبشكل غير صحي لعلاقاتنا بل إن البعض لا يكلف نفسه عناء تعديل التوقيع، أو إضافة بعض العبارات الحميمة في قلبه وإرسالها إلى محبيه. الرسائل ليست فقط واجباً يمكننا تأديته في المناسبات الخاصة بنا، بل هي احتفالية من القلب إلى القلب، الرسائل هي مشاعر صادقة نوجهها إلى محبينا تعبيراً عن شعورنا تجاههم بالحب والعطاء واحترام الصداقة، نصيحة من القلب لا تفسدوا مناسباتكم الجميلة بالاعتياد على الرسائل الروتينية الجامدة التي لا قيمة فيها ولا شعور ولا حتى روح أو ذوق، بل يمكننا التخفيف من انشغالاتنا وعملنا وإفساح المجال لمشاعرنا بكتابة رسائل سواء بريدية أم إلكترونية تعبر عن المحبة والشوق والسعادة للمحبين والأصدقاء والأسرة.