رائحة الكتب سحر متجدد

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أيام ودّعنا عرساً ثقافياً متميزاً، تمثّل في معرض أبوظبي للكتاب، والذي يأتي كل عام بحلّة جديدة، فيفرض حضوره علينا متجدداً في عطائه المعرفي، وينقلنا بمعروضاته وكتبه وورشه الثقافية العلمية، بعيداً في ميدان العلم والمطالعة والشغف المعرفي، الذي تلمسه في أعداد القادمين إلى المعرض، الباحثين عن جديد إبداعات المؤلفين.

هذا العام كان جناح مكتبة محمد بن راشد حاضراً في المعرض، حيث قدّم طرفاً من أبرز المقتنيات النادرة للمكتبة، والتي عرضت لأول مرة، وكانت عبارة عن 18 قطعة نادرة من مقتنيات معرض الذخائر، والمجموعات الخاصة، تتنوع بين الكتب والأطالس والمخطوطات النادرة والقديمة، يعود بعضها إلى القرن الثالث عشر، ومن بينها نسخ نادرة من القرآن الكريم، وإصدارات مبكرة من مطبوعات الكلاسيكيات الأدبية، بالإضافة إلى ترجمات لاتينية لأعمال علمية من العصر الذهبي الإسلامي، مع حرص المكتبة على تعريف الجمهور بما تحتضنه من كنوز معرفية، تتوفر بأكثر من 70 لغة، في كل المجالات.

أدهشنا حقيقة ما لمسناه في جناح المكتبة من مقتنيات لا تشبع من النظر إليها، ومن كتب تسحرك برائحتها الزكية، قبل أن ترحل بك إلى عوالم ساحرة من الكنوز التي جمعت بين دفتي الكتب، ومن أهمها ترجمة لاتينية نادرة ومزينة بالرسوم لـ «القانون في الطب 1562» لابن سينا، والذي يعد أشهر كتاب طبي في العالم، بالإضافة إلى جزء كبير الحجم من القرآن الكريم، يعود إلى العصر المملوكي، وأطلس مدن العالم 1593-1594، لبراون وهوجنبرغ، والذي يُعدُّ جوهرة فريدة في رسم خرائط المدن، بلوحاته التي تستعرض مناظر بانورامية واسعة لمدن من جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، كما كان أيضاً لأبنائنا نصيب من السحر المعرفي الذي طرحته المكتبة، حيث تم عرض الطبعة الأولى لأول رواية من سلسلة هاري بوتر الشهيرة «هاري بوتر وحجر الفيلسوف 1997»، لجاي. ك. رولينغ.

بين عذوبة الكلمات وسحر الكتب والأقلام والمنشورات التي تم تخصيصها للقارئين بطريقة برايل، عشنا أجواء ساحرة في معرض أبوظبي للكتاب، الذي نشتاق إليه بمجرد أن نودعه.

Email