«لا ينمو الجسد إلا بالطعام والرياضة، ولا ينمو العقل إلا بالقراءة والتفكير» - مثل عالمي..
إن المعرفة لا حدود ولا يمكن حصرها بوقت معين، تلك حقيقة لا تقبل النقاش، وإن اقتناء الكتب والقراءة لها قيمة كبيرة على الجسد والقلب والروح والعقل، نحن نقضي وقتاً طويلاً وساعات لا حدود لها أمام شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، نستقي منها معلومات كثيرة البعض منها لا قيمة لها، وبعضها خاطئة، أو غير موثقة.
ونهمل الكتب المهمة وما فيها من معلومات لها قيمة لمؤلفين أمضوا حياتهم وسنوات من عمرهم في تأليفها، منهم عظماء التاريخ من العلماء والفلاسفة الذين استطاعوا أن يوصلوا لنا المعنى الحقيقي للسعادة في القراءة.
هناك الكثير من الدراسات التي أظهرت أن القراءة المنتظمة لها نتائج إيجابية وقادرة على إضفاء الكثير من المتعة والسعادة وتساعد على تشجيع الأشخاص على القيام بتغييرات في حياتهم والتخلص من الاكتئاب والبدء بحياة صحية إيجابية، وتوصلت الدراسات إلى أن القراءة تربطنا بالآخرين وتجعلنا نشعر بالسعادة والتمكين والقوة، وتوفر الكتب الثقة الأساسية التي نحتاجها لمتابعة أهدافنا واتخاذ قرارات مهمة.
تساهم القراءة في صنع الفكر؛ فالكتاب هو عصارة الفكر ونتاج العلم وخلاصة الفهم ودوحة التجارب. لقد كتبت هيريت ستاو قائلة: "الكُتب نوافذ تشرف منها النَّفس على عالم الخيال فبيتُ بلا كتب كمخدعٍ بلا نوافذ".
إن الكتب هي سعادة الحضارة، بدونها يصمت التاريخ ويخرس الأدب ويتوقف العلم ويتجمد الفكر والتأمل، إن هناك المئات من المقولات التي ذكرها التاريخ لأشخاص أدركوا معنى القراءة وأهميتها ومعنى الكتب وما تحتويه من كنوز معرفية ومعلومات قيّمة قد تساعدك في التغلب على مصاعب الحياة وتمنحك فائدة وخبرة عظيمة، إن القراءة تختصر عليك تجارب فاشلة وسنوات من عمرك قد تمضيها هنا وهناك دون فائدة.
الكتاب يحتاج منا أن نحبه ونهتم به ونتعامل معه كأنه روح وحياة تسمع، حتى قيل عنه من الحكماء إنه خير جليس في الزمان، لخصها الدكتور بهجت سمعان، في مقولة جميلة : (ستعرفُ أنك قرأت كتاباً جيداً عندما تقلب الصفحة الأخيرة وتحس كأنك فقدت صديقاً).
نصيحة من القلب، وفّروا على أنفسكم الكثير من المتاعب، فالقراءة تختصر عليكم التجارب، اقرؤا وامتلكوا المعرفة فإنها مفتاح للسعادة والراحة وسر النجاح والانطلاق.. إن القراءة تزيدكم الكفاءة والقدرة على الفهم وتجلب لنا الكثير من الفرح والسرور.