محمد بن زايد.. على خطى «حكيم العرب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ تأسيس الدولة، واكب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مسيرة الوطن، حيث كان ملازماً للوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فنهل من مدرسته وحمل لواءه، وأصبح الأمين على إرثه، ويشكل ضمير الإمارات، وعنوانها الأبرز، في كافة المجالات، لا سيما في العمل الخيري والإغاثي والإنساني.

لقد عرف عن صاحب السمو الشيخ محمد زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من قبل دول ومؤسسات وأفراد، وجهات خيرية وإنسانية، محلية وعالمية، مواقفه الإنسانية والأخلاقية المشرفة، ومنها سعي سموه الدائم إلى إحياء القيم الإنسانية النبيلة، وتعزيز روح الأخوة بين بني البشر، ونجاحه في مد جسور التواصل والسلام مع جميع قيادات وشعوب العالم، ونشر ثقافة التسامح ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف أمام أفكار التطرف والتشدد، بالإضافة إلى اهتمام سموه بتقديم المساعدات الإنسانية، والدعم المادي والمعنوي واللوجستي، للعديد من المجتمعات المتضررة من الحروب والكوارث والأوبئة.

ومن منا ينسى مقولته الشهيرة في أوج انتشار لجائحة لم يألفها مجتمعنا، ولا العالم أجمع من قبل، وهي مقولة الطمأنينة «لا تشيلون هم»، وكذلك دور سموه الرائد في القضاء على شلل الأطفال في العالم، الذي يشهد له الجميع به. وخصّ الدكتور ﺗﻳدروس أدﻫﺎﻧوم ﻏﻳﺑرﻳﺳوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية سموه بالشكر، في رسالة أشاد فيها بجهود سموه المستمرة، من أجل عالم خالٍ من شلل الأطفال، حيث قال «سيظل شلل الأطفال خطراً على الأطفال في كل مكان وجد فيه.. أشكرك على جهودك المتواصلة لتحقيق عالم خالٍ من شلل الأطفال، ومعاً بإمكاننا القضاء على شلل الأطفال للأبد..»، وأيضاً منحت المؤسسة البابوية التربوية- التابعة للفاتيكان سموه وسام «رجل الإنسانية»، وذلك خلال احتفال أقيم في «قصر الإمارات» بأبوظبي، والذي يأتي عرفاناً وتقديراً لدعم سموه المستمر، وجهوده الخيّرة في تعزيز العمل الإنساني والإغاثي الدولي، وتكريماً لدور سموه في تعزيز قيم السلام والتعايش، وتأكيد أهمية الحوار وسيلة لتجنب الصراعات، وإعلاء القيم والمبادئ الإنسانية، وتقديراً لما تقوم به دولة الإمارات من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية جمعاء، خصوصاً في ظل ما شهده العالم من تداعيات جائحة «كوفيد 19»، والذي قدمت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة الإمدادات الطبية لأكثر من 135 دولة حول العالم، لدعم جهود الكوادر الطبية من العاملين في الخطوط الأمامية، لمواجهة هذه الجائحة.

وشكلت توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد زايد آل نهيان، الأساس الذي انطلقت منه مبادرات الإمارات ومساهماتها المالية وأعمالها ومشاريعها الميدانية التي استهدفت تعزيز البرامج الصحية والعلاجية، وتنفيذ حملات التطعيم، وتوفير اللقاحات حول العالم.

ويحضى سموه بامتنان وتقدير عالمي إثر رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير 2019، والتي تحولت ليوم عالمي تم الاحتفاء به دولياً.

ويعد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أحد أكبر المساهمين للمبادرات المعنية بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة، التي تشكل أكثر الأمراض المعدية فتكاً في العالم، وتخليص الدول النامية والفقيرة من تلك الأمراض مثل: شلل الأطفال والملاريا، ومرض دودة غينيا، والعمى النهري، وداء الفيلاريات اللمفاوي، بالتعاون والمشاركة مع الجهات الدولية المعنية.

ومن هذا المنطلق الإنساني والأخلاقي لمواقف ومبادرات سموه ثمنت منظمة الصحة العالمية مجدداً مبادرات الإمارات، وجهود سموه الإنسانية في دعم وتعزيز جهود القضاء على مرض شلل الأطفال، وتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية ودعم القطاع الصحي، وتعزيز برامجه الوقائية.

وعبرت في بيان، نشره المكتب الإقليمي لشرق المتوسط حول وقف انتقال فيروس شلل الأطفال البري في أفغانستان وباكستان، عن تقديرها لالتزام دولة الإمارات، من خلال مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتعزيز ودعم القضاء على شلل الأطفال في باكستان، من خلال برنامج الإمارات لمساعدة باكستان، مؤكدة أن الهدف المشترك هو تحقيق «الصحة للجميع بالجميع»، وهي دعوة للتضامن والعمل بين جميع الشركاء المعنيين.

ومن خلال الجهود على أرض الواقع في باكستان، والتزامها تجاه المبادرة العالمية لشلل الأطفال، والتحالف العالمي، من أجل اللقاحات والتحصين «جافي»، تعمل دولة الإمارات على القضاء على شلل الأطفال في كل بلدة وقرية ودولة حول العالم. وكانت أبوظبي قد استضافت القمة العالمية للتطعيم في 2013، والتي دشن خلالها سموه مبادرته للقضاء على شلل الأطفال في العالم، وأعلن تبرعه بـ120 مليون دولار، للقضاء على هذا المرض، كما أسهم سموه في دعم الحملة العالمية للقضاء التام على هذا المرض، والتي استفاد منها أكثر من 400 مليون شخص حول العالم.

يمضي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بثبات وعزيمة الرجال، على خطى «حكيم العرب زايد»، فهو قائد حازم، حنون، محافظ على الأبناء وقيم أجدادهم، مقدر للآباء، محب وموقر للأمهات، داعم ومشجّع وعون لشباب الوطن، مستثمر في التعليم، موفّر العيش الكريم لأبناء دولته، وأمته العربية والإسلامية، مسهم دوماً في خدمة الإنسانية جمعاء، حفظه المولى ورعاه، ولطريق الخير دوماً سدد خطاه.. اللهم آمين.

 

 

* كاتبة إماراتية

Email