العلامة الزرقاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت «العلامة الزرقاء»، التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي، جزءاً مهماً من قيمة الشخص، كما يفسرها الكثير من الأشخاص، حتى أصبحنا نرى التسابق للحصول عليها ونيل امتيازات أكثر والأسبقية في الحضور في كل مكان.

وبغض النظر عمّا تقدمه حتى وإن لم يكن يرتقي لعين وأذن المستمع، فقد أصبح الغرض منها وسيلة لتحقيق الأهداف وليس الغاية المحددة، والتي تكون مقنعة في كثير من الأحيان، لكن من باب الإنصاف هذه العلامة هي بمثابة رخصة قيادة توثيقية تسهم بحد كبير في الحد من الشائعات التي يتم إطلاقها من قبل مجموعة من الحسابات الوهمية، والتي تنتحل أسماء مزيفة أو مشابهة لأسماء الحسابات الموثقة.

في الأيام الماضية تداول الكثيرون الحديث عن سياسات جديدة وضعتها منصة «تويتر» للاستمرارية بالحصول على العلامة الزرقاء، حيث إن بقاءها أصبح مربوطاً برسوم مالية، وهو ما نعتبره بالحقيقة خدمة مقابل خدمة، العلامة التي ربما يكون المصطلح الأقرب لها هو «الحساب الرسمي» وإن كان على المستوى الشخصي، ففي السابق كان مربوطاً بدرجة التفاعل والتأثير وعدد المتابعين الموجودين في الصفحة، أما الآن ادفع مسبقاً للحصول عليها، الأمر الذي جعل الكثير من الأشخاص ينقسمون إلى فريقين؛ الأول لا يريد الدفع لأنه لا يقدم شيئاً يذكر يقول لماذا الدفع! أما الطرف الآخر فيقول سأفقد قيمتي لأنه متوهم بأن هذه العلامة الزرقاء هي كرسيه في المواقع وبدونها لا يمكنه الجلوس مع الكبار.

خير الأمور أوسطها بلا علامة أو بعلامة ولكن بوجود المحتوى اللائق، الكلمة هي المؤثرة هي قيمتك في زمن أصبح الكثير من الأشخاص يريد أن يتحدث بما لا يعنيه، ولكن يريد ركوب القارب الذي يوجد به ثقب وتتسرب منه المياه، وما هي إلا مسألة وقت ويغرق، الدفع مقابل الحصول على العلامة الزرقاء سيصبح، من وجهة نظري، معضلة لمن أوهم نفسه بأن وجوده مهم، ولكن الأهم ربما ستكون هذه السياسة الجديدة موجهة لمن يريد، ومن لا يريد، ولكن بالتأكيد ستكون هنالك مميزات لمن يدفع.

Email