«من يغامرون بالمضي قدماً إلى أبعد الحدود، هم فقط من سيكتشفون إلى أي حد يمكن للمرء أن يصل» (تي إي إليوت).

إنّ كل إنجاز يبدأ بفكرة، تلك الفكرة تجول ربما في خواطرنا، فكل الابتكارات مثل وميض يبدأ ثم ينتهي ولكن لماذا يتلاشى الحماس وتختفي الرغبة وتنتهي الآمال والمشاريع والأفكار والفرص، لماذا يبدأ الكثير في بداية حياته متحمساً قوياً لديه الكثير من الأفكار والرغبة بالانطلاق ثم يبدأ قليلاً بالخفوت والخضوع لإغراءات الحياة العادية؟

يبدأ معظمنا حياته بطموحات وآمال وأحلام كبيرة وعريضة ولدينا الكثير من الطاقة لخوض التحديات التي تواجهنا ونطمح لتغيير العالم، ولكن عندما نجد العمل ونلتحق بالوظيفة يوفر لنا إحساساً بوجود معنى وهدف في الحياة، فتدور الأيام ونحن منشغلون في وضع خطط أخرى ومع الفرص الجديدة والحياة والعمل والعائلة والترفيه تبدأ الطموحات في التقلّص، وقد تستبدل الطموحات بخيارات عملية أكثر أو ملائمة لتوقعات الآخرين.

الكثيرون يستسلمون للحياة العادية ويركنون للراحة، وللأسف الراحة هي العدو اللدود للنشاط والتحفيز والأفكار الجديدة، إن تحديد رابط عام لحياتك تضع فيه تركيزك ووقتك وطاقتك يتطلب قدراً كبيراً من الإتقان والتركيز والمثابرة. في طفولتنا كانت لدينا الكثير من الأمور والمهام التي نرغب بتقديمها للعالم، ولكن اليوم مع تزاحم الحياة أصبحنا نخطط للأمور العادية، لهذا لا يمكن الدخول لخضم حياة دون دراسة واستعداد، إن ترتيب الأولويات صعب، ولكن لا بدّ لنا من التركيز على أهداف معينة، فلتعمل بحس المثابرة والدافع وتركز على وقتك وطاقتك، فكل الإنجازات العظيمة تبدأ بالفضول والمعرفة.

استمع لذلك الصوت الصغير في رأسك والذي يساعدك على الإلهام، واحتفظ بقائمة من الأسئلة في مكان تراه، فقد تكون الأسئلة ذات علاقة بوظيفتك، خصص وقتاً للقراءة ونوّع في اختيار الكتب والمجلات والأفلام والموارد المختلفة التي تشعل فيك الفضول، احتفاظك بقائمة من المحفزات سوف يساعدك على التفكير بمنهجية والإجابة عن الكثير من الأسئلة التي قد تراودك أحياناً، وربما قد تولد لديك الأفكار العظيمة التي تمكنك من كسر روتين حياتك وتنقلك إلى العالمية، ابحث عن بقعة الضوء الخاصة فيك أو المحطة التي ترغب بالتوقف فيها قد تكون حديقة، مكتبة، مقهى واجعل من مكان ما أو زوايا معينة ملاذاً للهروب فيها بأفكارك وحياتك، إذا كنت تسعى وراء فكرة كبيرة، فلتبحث عن الأفكار الكبيرة التي تحركك عاطفياً أو فكرياً.. والت ديزني يقول: «إننا نستمر في المضي قدماً ونفتح أبواباً جديدة ونفعل أشياءً جديدة لأنّ لدينا فضولاً، والفضول يستمر في إرشادنا إلى دروب جديدة».

حافظ على لياقتك الذهبية واستمر في الفضول وطرح الأفكار والأسئلة وفتح أبواب جديدة فأنت لا تعرف أبداً ما الذي سوف تجده، اعرف نفسك أولاً ثم تصرف بناءً على ما تراه، ليس هناك فائدة من البكاء على الماضي فلا يمكنك تغييره أو التحكم فيه، فحياتك تقاس بمقدار عطائك لا بمقدار ما أخذت، اجعل لحياتك معنى تفتخر فيه في عطائك للآخرين عندما تبدأ في ترويض عقلك على الفعالية والتفاعل والاستعداد لأي تغييرات، وكما يقول عالم النفس ريك هانسون: «ذاك الذي يغير دماغه، يغير حياته». فبدلاً من الركون للحياة العادية يمكنك التفاعل والمساهمة في وظيفتك ويومك وحياتك فلا تكن إنساناً عادياً.