الأهداف.. أولى خطوات المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

واحدة من مقومات النجاح هي عملية التنظيم والاستمرارية والتخطيط وتحديد الأهداف، من أجل أن تنجح يجب أن تكون أهدافك واضحة ومحددة حتى تصل إلى النجاح الذي تبتغيه، والتخطيط مثل القيادة، كلما وجهت نفسك نحو الموقع الذي تريد الذهاب إليه حتماً سوف يكون الوصول إلى الوجهة سهلاً وبسيطاً، فكلما كانت لديك قائمة بالأولويات المهمة كلما وصلت لأهدافك بسرعة، فأغلب الأشياء التي ينساها الناس في زحمة الحياة هي الأشياء المهمة التي لا يحدها إطار زمني، لذلك لا تسمح باليأس والتراجع أو التوقف عن السعي لتحقيق هدفك، لا تسمح للكآبة والملل والشعور بالعجز أن يثنيك عن هدفك، إن السعي نحو النجاح يجب أن يكون ضمن خطة مدروسة وتتم وفق فهم ومعرفة بالإمكانيات، فعندما يضع الإنسان لنفسه إطاراً محدداً زمنياً لتنفيذ المهام سوف يعطيك الدافع للإسراع في التنفيذ فعندما يصف الإنسان مهلة لنفسه فإنه يضفي بعض الإلحاح على إنجاز المهمة مما يحميه نحو إنجازها، يمكنك أن تحدد لنفسك مكافأة كرحلة تتمناها أو وجبة طعام تحبه، الجميع لديهم أهداف وغايات وطموحات مشروعة، البعض ينجح في بلوغها، والبعض يخفق تماماً، وهناك من يحقق جزءاً من تلك الأهداف والطموحات، التباين هنا ليس بسبب الرغبة في الفوز والنجاح، لأن الجميع لديهم هذه الرغبة، السبب هو في الاستعداد والجهد والاستمرار، هو في هل قمنا بالأخذ بكل ما يؤدي نحو النجاحات وتحقيق المنجزات.

ابدأ بخطوات صغيرة ولكن مستمرة، وستصل لهدفك دون أن تشعر، لا ترهق نفسك، ولا تقلق ولا تجلب التوتر لنفسك، يقول المثل الفرنسي الشهير: «قطرة بعد قطرة ينخر الماء الصخر».

فبعض العادات الصغيرة قد تتحول في حياتك لعقبات إذا لم تستطع أن تحولها إلى نجاحات يمكنها أن تقودك إلى التقدم، والكثير لا يدرك أهمية تغيير العادات واستخدام عقولهم من أجل تغيير التفكير، إن المرء لن يستطيع التخلص من عاداته القديمة إلا إذا استبدلها بعادات جديدة مثلاً أن يجد الشخص المدخن وسيلة أخرى تساعده على تهدئة أعصابه بدلاً من أن يلجأ للتدخين. 

لكن المعضلة دوماً عند الدعوة لوضع الأهداف إنه لا يتم تعليمنا كيفية أن نحدد أهدافنا، فيصبح البعض منا بلا أحلام ولا طموحات وأحياناً نخاف من وضع الأهداف وقد تكون كبيرة ويصعب تحقيقها أو لما تتطلبه من جهد وأموال وغيرها، عملية وضع الأهداف يجب أن تكون مرحلية بمعنى كلما تم إنجاز مرحلة تنتقل لما هو أكبر وأهم وهكذا حتى تحقق جميع أهدافك، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها).

فإذا كان الهدف يحتل هذه الأهمية الكبيرة فلماذا لا يقوم الناس بتحديد أهدافهم في الحياة؟ يقول تشارلز جينز: «بدون أهداف ستعيش حياتك متنقلاً من مشكلة لأخرى، بدلاً من التنقل من فرصة إلى أخرى»، لذلك فالخطوة الأولى من أجل تحقيق أهدافه أن تحارب الماضي وأن تتسلح بالشجاعة وأن تواجه جميع المخاوف وأن تكون لديك العزيمة والإصرار وإلا سوف تكون إمّعة على هامش الحياة يقول توماس أديسون: «أكبر الفاشلين هم أولئك الذين يخشون التجربة».

Email