تحسين وتطوير العمليات وانعكاساتها الاستراتيجية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«العمليات الإدارية» هي عبارة عن إطار عام ذي مستويات يمارس كمجموعة من الوظائف أو المهام التي يقوم بتنفيذها أي فرد ينتمي للفريق الإداري بالمؤسسات والمنظمات لتحقيق أهدافها، وتتأثر العمليات الإدارية بعدد من العوامل مثل نوع الاختصاص والمهارات الشخصية والقدرات والإمكانات المادية والأسس التي يلجأ إليها لتحقيق أهداف المؤسسة أو المنظومة.

وتقوم العمليات الإدارية على عدد من الوظائف أو العناصر الأساسية وهي: التخطيط والتوجيه والتنظيم والتنسيق والرقابة. ويرى بعض علماء الإدارة أنه لا بد من إضافة عنصرين آخرين وهما: الابتكار والإبداع وإعداد وتنمية القوى البشرية، حتى يصلح تطبيق العناصر الخمسة الأساسية للعمليات الإدارية.

والتخطيط من منظور العمليات الإدارية هو اتخاذ الإدارة لقرارات خاصة تتعلق بمستقبل المؤسسة وتحديد أهدافها والوسائل والأساليب المتبعة لتحقيق تلك الأهداف، فهو نقطة البداية لكافة العمليات الإدارية، بينما التنظيم، هو عبارة عن إخضاع العمل للتقسيم والتوزيع وفقاً للتخصص حتى يتمكن الجميع من إنجاز الأهداف بكل سهولة.

وأما التوجيه فهو يأتي ضمن اختصاصات القيادة العليا بالتوجيه والإرشاد والإشراف حتى يتم تأدية العمل بكفاءة وفعالية، وبالنسبة لعملية التنسيق، فتعد من أهم عناصر العمليات الإدارية في كونها تحقق التوافق في المجهودات الفردية، وأما الرقابة فهي الوظيفة التي من اختصاصها التأكد من أن العمل الذي تم تنفيذه يسير كما هو مخطط له، وكذلك تحديد أي حالات غير مطابقة ومعرفة أسبابها، ووضع معايير للأداء والمتابعة المستمرة وقياس الأداء.

ونظراً لمدى أهمية الأدوار والوظائف التي تقوم بها العمليات الإدارية، لذا لا بد من العمل على تحسينها وتطويرها لكي تلائم الأنشطة والعمليات من أجل تحقيق رؤية المؤسسة الشاملة، حيث تهتم العمليات الإدارية والتي لها بعد استراتيجي على إحداث تدفق سلس ينتج عنه اتخاذ الإجراءات التي تتسم بالفعالية.

ومن الضروري إحداث تغيير في الأساليب القديمة المتبعة بالمؤسسات والتي لم تعد قادرة على أن تفي باحتياجات المؤسسات في عصرنا هذا، حيث إنها تتطلب تغييراً جذرياً لتطوير الأداء من أجل نجاح الإدارة مستقبلاً في تحقيق أهداف المؤسسة ورؤيتها، وبالطبع فإن هذه التطورات والتحسينات تختلف من منظومة لأخرى تبعاً للأهداف الاستراتيجية الخاصة بكل منظومة والمراد تحقيقها وفق رسالتها.

وتعد التكنولوجيا والتغيرات التي أحدثتها إحدى القوى التي نقلت العمل التقليدي للعديد من المهن وسمحت بدخول منافسين جدد، ووفرت إمكانات متقدمة من أجل إدخال عمليات تطوير لخدمات جديدة، وبناءً على ذلك لا بد من اتباع أساليب واتجاهات حديثة لتقديم الخدمات والمنتجات بأفضل صورة، لذا لا بد أن تتكيف العمليات الإدارية مع المتغيرات المختلفة باستمرار، فالحاجة للتطوير والتغيير مستمرة، فلا تظهر فقط عند حدوث أزمة أو تعرض المنظمة لصعوبات تعيق مسيرتها.

وعلى الفريق الإداري أن يؤمن بأنه لن يكون هناك نجاح ملموس طالما وضع في اعتباره أن الإمكانات والأساليب الحالية بالمنظمة لا يمكن تغييرها أو التأثير فيها، فعلى سبيل المثال إذا كانت مهارات وقدرات العاملين لا تحقق النتيجة المرجوة منهم وغير مناسبة لتنفيذ التطوير، فلا بد من إعادة تدريبهم وتأهيلهم أو البحث عن أفراد يمتلكون تلك المهارات والقدرات.

وعلى الرغم من اختلاف الإدارات الموجودة بكل منظمة بالنسبة لتطوير وتحسين العمليات الإدارية وكيفية تنفيذ هذا التطوير على أرض الواقع، إلا أن هناك بعض الخصائص العامة لعمليات التطوير على سبيل المثال: الإحساس بمدى الحاجة للتطوير، ووضع خطة تطوير واختيار المدخل المناسب لها، ومن ثم تنفيذ هذه الخطة التطويرية وتقييم نتائجها، مما ينعكس هذا بالإيجاب على المنظومة الاستراتيجية للمؤسسة ويعمل على رفع كفاءتها وفعاليتها.

Email