مليحة ومزرعة القمح

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين رمال تلك الأرض الدافئة والمتوسطة بين رمال الصحراء تلألأت بلون الذهب سنابل القمح والشعير مع كل ضربات النسيم الشرقية أو الغربية، لتعلن نجاح أول مواسم الحصاد في منطقة مليحة في إمارة الشارقة، نثر بذورها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في العام الماضي، البذور التي حملت معها الخير الوفير في منطقة كانت تنتظر رزقها، مجموعة من أجود سلالات من بذور القمح، تدعمها تلك الآبار الجوفية التي أصبحت تحتضنها وتغذيها وقطرات من الغيوم الماطرة الموسمية بين الحين والآخر.

إن هذه المشاريع الاستراتيجية الحيوية والريادية تعد مؤشراً إيجابياً على إيجاد حلول طويلة الأمد ومستدامة تكون متوفرة لمعالجة استيراد القمح والشعير من الخارج، ومن شأنها وضع الخطط المستقبلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هاتين المادتين المهمتين، إضافة إلى ذلك إن البداية في استكشاف مكان الزراعة في منطقة صحراوية قاحلة تعد فيها الأمطار شحيحة، يعد بداية انطلاقة جديدة لاكتشاف المناطق التي تستوعب مساحات زراعية أكبر، مما يعطي فرصاً استثمارية كبيرة للمزارعين المقبلين على هذه المهنة، ويعطي دافعاً قوياً لزراعة هذه المنتج المهم، بجانب تلك المبادرات الزراعية الفردية التي قد تؤتي أُكلها مستقبلاً بفضل وجود الدعم والتشجيع على الزراعة الوطنية لتحسين آلية الأمن الغذائي في بلد تعد مياهه قليلة ويستورد نسبة كبيرة من طعامه من الخارج.

إن زراعة محاصيل القمح يعد من المشاريع الاستراتيجية والتي بدأ المزارعون بالاهتمام بها وإرجاع زراعتها مجدداً، مما يحقق أهداف رؤية الدولة في مجال تحقيق الأمن الغذائي، ووفقاً للدراسات إن منطقة مليحة في إمارة الشارقة تعد من المناطق الواعدة في استصلاح زراعة القمح نظراً لتوفر المياه الجوفية وجودة التربة والمناخ المناسب للزراعة، ويتصدر القمح قائمة المحاصيل الاستراتيجية الغذائية في العالم وتحتل زراعته ما نسبته 28% من إجمالي مساحة الحبوب في العالم، ويُعد أهم غذاء مستهلك ورئيس لأكثر من نصف سكان العالم، ومن أرض «سبع سنابل» بدأت قصة نجاح جديدة، أرض الخير والبركات هناك الأرض التي خرج منها الذهب الأصفر، نثر بذورها سلطان وحصد زرعها الإنسان.

Email