الخلاص يبدأ من الداخل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أحياناً يصبح الماضي هو الشغل الشاغل لأي منا وبالأخص إذا عانينا من بوادر التراجع والإحباط، ولكن إن تعلمنا تجاوز أخطاء الماضي، سوف يساعد ذلك على النجاح والدفع بك نحو التقدم، ولكن من المؤسف أن البعض يسقط أسير الماضي وذكرياته الحزينة وقد صور مارك هولم ذلك عندما قال: «لا تنظر إلى الخلف إلا إذا عزمت المسير في ذلك الطريق». كل واحد منا يجب أن ينظر نحو حاضره ويخطط لمستقبله بشكل جيد، أما الماضي فسيبقى مجرد ماضٍ لن نستطيع تغييره، ربما نصاب بالإحباط من عدم الحصول على التقدير 

وبالأخص عندما نقدم على عمل متميز وننجزه بمهارة وتفوق، ولكن لا نحصل على التكريم ليس بالضرورة أن نضع ذلك التكريم محل اهتمامنا حتى لا نسبب الإحباط لأنفسنا.

وأسألكم، ألم تمر بكل واحد منا إخفاقات ويأس وإحباط تعرض لها في حياته؟ ألم تشعر باليأس من الماضي وتصيبك هواجس الخوف والتردد؟

بطريقة أو أخرى تمر بنا مثل هذه المشاعر والبعض منا قد تتلبسه تلك الهواجس لفترة من الزمن، وهناك من يدخل في دوامة الابتعاد عن عمله والتغيب عن الأنشطة المعتادة، مثل هذه السلبية قد تؤدي إلى مرض نفسي واكتئاب قد يكون سبب ذلك الروتين وغياب الحافز وغيرها، لذلك لا تسمح للإحباط أن يقودك لحالة من الشتات المدمرة، فالاستسلام سوف يودي بك إلى الموت، كمن أصدر حكم إعدام على وظيفته وعمله... لذا يجب الحذر من هذه المشاعر، والخروج منها سريعاً.

أسوق لكم مثالاً جميلاً عن الأمل والعزيمة، والقدرة على تجاوز المحن والصعاب من فيلم «الخلاص من شاوشانك» وهو فيلم أمريكي صدر عام 1994 يصور صعوبة العيش داخل السجن، الذي يسود فيه اليأس والإحباط واللون الرمادي كلون الحجارة، يصعب بحيث يصعب تمييز الليل من النهار، ولكن نرى ألوانًا زاهية فيها الكثير من الوعي الذي يجدده ويغرسه «أندي» بطل القصة في صديقه «ريد» ورغم قسوة السجن وصعوبة أن يهرب منه أحد، ولكن استطاع (ريد) أن يغير هذه الفكرة ومطرقة صغيرة استطاع بها أن يبدأ في حفر الطريق إلى حريته، واستطاع أن يحقق حلمه بالهرب بعد 19 سنة ورغم انه كان محكوم عليه بنحو 50 عاما بتهمة قتل زوجته وحبيبها ظلما، ولكنه استطاع بقليل من الذكاء والصبر والدهاء أن يقلب مصيره ومصير مأمور السجن المختلس بالإبلاغ عنه قبل أن يذهب إلى حيث ينتظره حلمه.

إن الخلاص يبدأ من الداخل، والحظ لا دخل له في ذلك إن كنت مؤمناً بقدراتك وقوتك سوف يكون خلاصك بيدك من أي استسلام وسوف تحقق النجاحات التي تحلم بها، للفيلسوف والمربي وعالم النفس الأمريكي الدكتور جون ديوي، كلمة توضح دور الحظ في حياتنا، ومتى يبستم ومتى يبتعد، حيث قال: «الحظ سواء كان حسنا أو سيئا دائما ما سيكون معنا، لكنه غالبا ما يميل للذكي ويدير ظهره للغبي».

Email