من أجل حياة صحية

ت + ت - الحجم الطبيعي

نسمع بين الحين والآخر أصواتاً تنادي لإلحاق المتزوجين حديثاً في دورات معرفية وتدريبية لزيادة حصيلتهم العلمية والثقافية في مجالات التربية وتزويدهم بالأفكار اللازمة والمهارات المطلوبة في تربية الأطفال، ومواجهة الحياة اليومية وتعليم الادخار وسلوكيات التعامل مع الغير والوظيفة وغيرها من الأمور الكثيرة، ولكن لو تطرقنا لموضوع الاهتمام بتربية الطفل كونه من المواضيع المهمة والحساسة، والباب الذي من خلاله تدخل الكثير من المشكلات المستقبلية التي يعانيها الطفل، فمن قد يلوم الوالدين على طريقة رعاية طفلهم؟ ومن يراقبهم في طريقة اهتمامهم وحمايتهم أو حتى تعنيف ذلك الطفل؟ إذاً الحماية الزائدة قد تكون سبباً في إيذاء الطفل وعدم تربيته على القيم والمبادئ، فضلاً عن تعليمه متطلبات الحياة وحاجاتها المتعددة، هذه الحماية قد تؤثر على مستقبله، وتلغي خبراته المستقبلية، وتجعله خالياً من أي معرفة، ومن أبسطها الاتكالية التامة التي تنمو لدى الطفل، فيعتمد على والديه في جميع أمور حياته، ولا يستطيع التصرف والقيام بأمر واحد، وهذا ما نراه اليوم لدى الكثيرين من الطلبة والموظفين الذين يعانون الخمول الذهني والاعتماد التام على زملائهم، والغياب المتكرر وعدم القدرة على مواجهة الأمور والاتكال والاعتماد على الغير، كل هذه الأمور تبدأ من الطفولة عندما نقوم بالدلال المبالغ فيه وكذلك المبالغة في الحماية، كما أن اتباع أسلوب يتعلق بالشد والضغط على الطفل ليكون مميزاً ومتقدماً عن أقرانه، وسواء في جانب التفريط أم في جانب الشد، كل هذه الأمور تؤثر على الطفل.

نحتاج لمساعدة الطفل على الاعتماد على نفسه ومنحه الحنان والأمان وتقديم ما يحتاجه، إن كنا فعلاً نريد لأطفالنا التفوق والتميز والتقدم في سلم الحياة، وأن يعيشوا حياة سعيدة خالية من العقد والعقبات، فليتم توجيههم توجيهاً تربوياً ونفسياً مدروساً وفق العلم والمعرفة.

 

Email