الاكتفاء بما يتم تلقيننا في المدارس والمؤسسات التعليمية أو ما هو واجب علينا أن نعرفه، ليس كافياً لنصبح أشخاصاً فاعلين في المجتمع، لذا نشاهد من يواصل السعي نحو تلقي المعرفة وتزويد نفسه وعقله بالعلوم المختلفة، سواء من خلال الدورات المتخصصة أو حتى من خلال جهوده الشخصية بالقراءة والاطلاع.
وهذا التوجه لا يعني أنه شخص ناقص، بل يعني وبكل وضوح أنه إنسان طبيعي وفاهم لمتطلبات الحياة، فما هو العيب أو النقص في إنسان أخذ على عاتقه السعي إلى تطوير نفسه وزيادة إمكانياته الشخصية وقدراته الذاتية على خدمة الإنسانية كافة.
على سبيل المثال الورش التدريبية تكسب الإنسان المعرفة.. وتكسبه الجرأة على مواجهة كافة مشاكل الحياة، سواء أكانت عملية أو اجتماعية أو سياسية أو غيرها.
ليست المواد والدروس التي تعلمناها وحفظناها على مقاعد الدراسة في كل مراحلها التعليمية، إلا مفاتيح لما هو أعظم وأهم في الحياة، لا يزال هنالك شيء ينبغي علينا تعلمه لمواكبة التطور العلمي والتقدم الهائل في جميع المجالات الحياتية، فمن أجل أن نستطيع الصمود والتميز وبقوة وسط هذا العالم الواسع، التي أصبحت الصعوبات ماثلة وواضحة لنا جميعاً، نحتاج للمعارف والعلوم والثقافة العامة بجانب التحصيل العلمي والشهادة، لأن هذه الجوانب تمنحنا الخبرات التي نحتاجها، عندما نهب لمساعدة ضعيف أو إنسان متعثر.
عملية التدريب والتطوير الذاتي للقدرات العلمية والذهنية يفترض أن تكون مستمرة ومتواصلة ولكن بذكاء وتشويق النفس، بمعنى أحسن اختيار الورش والدورات التي تلتحق بها، والتي فعلاً تشعر بأنك تحتاجها وتنقص، ولا تتوجه لمجالات أنت على علم بها، لأن هذا سيسبب لك السأم وفي أحيان قد يسبب تداخلاً وتعارضاً في المعلومات، ولا تنسَ القراءة، التي لا يجب أخذها كواجب وهمٍّ، بل اعتبرها تسلية وترفيهاً، وتبعاً لهذا أحسن اختيار الكتاب الذي تقرأ، وكن على علم بأن لكل واحد منا ميولاته في القراءة، فإذا أحسنت اختيار الكتاب الذي يناسبك تحققت لك الفائدة العظيمة.
وأعود للتدريب، لأننا نشاهد هذا الزخم من المراكز التدريبية وأيضاً المدربين المتجولين إذا صح التعبير، ودون الدخول في مدى دقتها وحرفيتها، أتوجه للقارئ الذي لديه رغبة بتطوير نفسه وقدراته، بأن عليه حسن الاختيار والتقصي والبحث عن أي مركز ومفردات الدورة العلمية قبل الالتحاق بها وتكبد عناء الدفع المالي، ثم النتيجة الخروج دون فائدة، مما يسبب عزوفاً وعدم مواصلة الجهد للتطوير الذاتي.
نحن نعلم جميعاً أن هناك مراكز تدريبية لم تنشأ إلا بهدف تحقيق المكسب المادي، ونعلم أن هذه النقطة تحديداً تؤثر في مخرجات وقوة برامج مثل هذه المراكز التدريبية، لذا علينا جميعاً التنبه والتوجه نحو المراكز التي عرفت بجديتها وقوة برامجها حتى تتحقق لنا الفائدة المرجوة.
وفي اللحظة نفسها يجب التذكر أن لدينا وسائل أخرى وقد تكون أبسط من خلالها نستطيع تزويد النفس بالخبرات والعلوم التي نحتاجها، حيث يمكن لك أن تكون أنت مدرب نفسك فتكنولوجيا شبكة الإنترنت سهلت الوصول إلى المعلومات وطرق تطوير النفس، لكن يبقى دورك أنت في اختيار المصادر الجيدة والملائمة لتدريب نفسك وتطويرها، وتذكر دوماً أن أي مرحلة تصلها أنت أكثر منها، وتستطيع الوصول لما هو أهم وأعظم.