استدامة اليوم لأجيال الغد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاستدامة في مفهومها هي توفير الاحتياجات للجيل الحالي دون المساس بقدرات الأجيال بالمستقبل في أن تلبي احتياجاتها، وتقوم التنمية المستدامة على منهجية شاملة ومتكاملة تأخذ بعين الاعتبار الظروف البيئية بجانب النشاط الاقتصادي وتطوره، وتهدف التنمية المستدامة إلى تحسين حياة الشعوب وتخفيف المخاطر التي يتعرض لها الإنسان والتي لها تأثير سلبي على المناخ.

وفي إطار تحقيق الاستدامة هناك العديد من الطرق التي تعد وسائل لتحقيق التنمية المستدامة من ضمنها تحقيق أفضل المعايير التعليمية، وتحقيق المساواة بين العاملين، وتوفير الرعاية الصحية من الدرجة الأولى، وهيمنة البيئة الزراعية، والاعتماد على التكنولوجيا ذات الجودة العالية والتطوير المستمر، وبناء الموارد لتحقيق التنمية.

وهناك العديد من الدول سعت لتحقيق الاستدامة وتعد نموذجاً يحتذى به، على سبيل المثال لا الحصر دولة كوستاريكا والتي ضربت أروع الأمثال في تحقيق الاستدامة وتوفير الحماية البيئية وتمكين الإنسان على المستوى التعليمي والصحي، وتعد إحدى التجارب الناجحة حيث قدمت تجربة ملهمة للعالم في شتى مجالات التنمية، وجاءت خطتها للتنمية والاستثمار قائمة على سبع ركائز استراتيجية وهي الأمان المجتمعي والتعليم والابتكار والصحة والبنية التحتية والاقتصاد الكلي المستقر والمحافظة على البيئة، وخفض معدلات الفقر، وخفض البطالة وخفض الانبعاثات التي تضر البيئة وتحقيق المساواة، وتطوير الشراكات بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي.

وتقوم دولة الإمارات كنموذج مثالي يحُتذى به في تعزيز مفهوم الاستدامة وتحقيق التنمية المستدامة، حيث أرست البنية التحتية بصورة تكاملية من أجل تحقيق التوازن بين كل من التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية مع الحفاظ على البيئة، وذلك من خلال وضع عدد من القوانين وتنفيذ بعض السياسات التي من شأنها المحافظة على البيئة.

بالإضافة إلى مشاركتها في الجهود الدولية التي تسعى إلى حل المشكلات البيئية، حيث قامت بالتصديق على العديد من الاتفاقيات البيئية على سبيل المثال: معاهدة فيينا لحماية طبقة الأوزون، ومعاهدة بازل لمراقبة النفايات الخطرة خلال نقلها عن طريق الحدود وعند التخلص منها، ومعاهدة الأمم المتحدة والتي تتعلق بمقاومة التصحر، ومعاهد استوكهولم المتعلقة بالملوثات العضوية، ومعاهدة ميناماتا المتعلقة بالزئبق، وغيرها من المعاهدات والاتفاقيات التي تدل على الجهود العظيمة المبذولة من قبل دولة الإمارات لتحقيق الاستدامة.

كذلك أطلقت العديد من الاستراتيجيات مثل استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء والتي تعد مبادرة وطنية تهدف لبناء اقتصاد أخضر على المدى الطويل، وشملت المبادرة العديد من البرامج والسياسات في مجالات مختلفة كالزراعة والاستثمار والطاقة والنقل المستدام، بجانب السياسات البيئية والعمرانية لرفع جودة الحياة بالدولة، وتحقيق أفضل مستويات المعيشة لشعبها، وتعتبر الاستراتيجيات الموجودة بالإمارات تهدف إلى تحقيق مستقبل مستدام، ومن ضمن تلك الاستراتيجيات استراتيجية الطاقة بالدولة 2050 والتي تقوم بتحديد 50 هدفاً من شأنهم توفير طاقة نظيفة بالبلاد، لذا جاء عام الاستدامة 2023 الذي انطلق تحت شعار «اليوم للغد» لتحقيق كافة الأهداف التي تعمل على تعزيز الاستدامة وأنه بإذن الله سوف يكون 2023 عاماً للاستدامة بالدولة نتبنى فيه الأفكار الجديدة والمبادرات النوعية والتي تعكس الوجه الحضاري للدولة وتعمل على تعزيز التنمية المستدامة.

Email