استطاعت دولة الإمارات في سنوات قليلة أن تحقق المعجزات، وقد تجاوزت جميع آراء خبراء الاقتصاد والمحللين والمهندسين العالميين الذين أجمعوا على أنه لا يمكن زراعة أرض قاحلة تشكو من شح المياه أن تنتج محاصيل زراعية، نعم لم يتوقعوا أن تصبح بلاد صحراوية ذات مناخ شديد الحرارة موطناً للسياحة، فضلاً عن أن تكون منافساً قوياً في واحدة من أهم مجالات الاستثمار، وهو تنافس دولي يتم بين دول تملك مقومات بيئة تساعدها على الظفر والنجاح.
أقول إن أكثر العقول تفاؤلاً هي تلك التي أعطت الإمارات نسباً متدنية من الأعداد المليونية التي تسافر بين أقطار الأرض سنوياً بحثاً عن الترفيه وتغيير الجو، والتمتع خلال إجازاتهم.
بلادنا تقف اليوم كواحدة من أهم الوجهات السياحية، وواحدة من أكبر الأسواق نمواً في هذا المجال، وواحدة من أعظم الدول التي تمكنت من تحقيق ثورة بكل ما تعني الكلمة في مجال السياحة، وهذه ليست كلمات إنشائية أو كلمات مديح خالية من الجوهر أو الدلالة، ذلك أن الأرقام والإحصاءات التي نسمعها يومياً خير شاهد وبرهان على نجاح كبير ومنقطع النظير في أي مكان من العالم.
وينظر الخبراء اليوم لمستقبل السياحة الثقافية في الإمارات بمزيد من التفاؤل، وبالأخص أن الثقافة باتت تمثل أحد أبرز عناصر القوة الناعمة، وتحظى بكل أشكال الاهتمام والرعاية والدعم من القيادة الرشيدة، كما أن دولة الإمارات اليوم تشجع على قيم التسامح واحتضان مختلف ثقافات العالم في بيئة مثالية من التعايش وتقبل الآخر.. لقد كشفت إحصاءات حديثة بأن عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي يشملها قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في الدولة، تجاوز 36 ألف منشأة.
الثقافة في الإمارات تتميز بالغنى والتنوع وذلك بفضل تكامل عناصرها بدءاً من وجود العديد من المعالم والمواقع الأثرية والتراثية، مروراً بعشرات الأنشطة والفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تستضيفها الدولة سنوياً، إضافة إلى عشرات الصروح المعرفية والفنية والتراثية والعلمية والعمرانية مثل بيت الحكمة في الشارقة ومكتبة محمد بن راشد في دبي.
إن دولة الإمارات لديها الكثير من المواقع الأثرية التي يمكن للزائر أن ينتقل فيها ويتعرف عليها مثل منطقة العين وجبل حفيت، وهيلي، وموقع أم النار في أبوظبي وموقع جميرا الأثري، كما تتميز رأس الخيمة وعجمان بقلاعهما وحصونهما التاريخية ذات العراقة والأصالة.
لقد أصبحت السياحة الثقافية اليوم تشكل أحد القطاعات الحيوية في دعم الاقتصاد المحلي بفضل قدرتها على جذب ملايين السياح والزوار من مختلف دول العالم، نعم إنهم يختارون الإمارات لأنها تميزت بتقدير واحترام الإنسان، لأنها جعلت من قيمها وموروثها نهجاً ونبراساً في أعمالها ومشاريعها فنجحت في كسب القلوب والعقول، والمجال السياحي رغم تعقيده وصعوبة التنافس فيه إلا أننا نجحنا، ومشاريعنا الأخرى التنموية بحول الله تعالى سيكون النجاح والتوفيق حليفنا فيها.