كتب التاريخ فيها الكثير من المعلومات المهمة التي تساعدنا على فهم أحداث الماضي والتنبؤ بالمستقبل، وهي تعتمد على فهم وتحليل الوقائع والأحداث الماضية وربطها بالمستقبل، فالماضي له دور كبير في تحريك الحاضر، وله تأثير كبير على حياة البشر، وللأسف فإن نظرتنا للتاريخ أصبحت سطحية وغير عميقة، فالكثيرون لا يملكون الرغبة بالغوص في أحداث التاريخ الإنساني، بمعنى أن التاريخ يحتاج إلى باحث جاد متعمق، والبعض لا يدركون عظمته.

الكاتبة جين فوندا قالت: «لا أعرف كيف يمكن تسمية بلاد يجهل شعبها الواقع والتاريخ بلاداً حرة».

إن التاريخ له أهمية كبيرة في حياتنا، ورغم وجود تخصصات وأقسام وكليات وجامعات لدراسة التاريخ في مراحل البكالوريوس والدراسات العليا، ولكن تختلف الدراسة عن التعمق في معرفة التاريخ. إننا نحتاج من يعيد نشره وتصديره للأجيال الجديدة، حتى يتعرفوا على حياة الأجداد والآباء وقسوة الصحراء، ومعنى الحياة العظيمة التي عاشوها وما تركوه بين أيدينا من مقولات وحكم وأدوات وأفكار، إننا نحتاج التاريخ اليوم، لنعيشه بكل تفاصيله، ونستفيد من دروسه، ونستخرج القيم والمبادئ، نريد أن نتعلم كيف نعيش التاريخ بكل تفاصيله وجوانبه، لأنه أنسب أداة يمكن أن تستخدم اليوم لصد الأكاذيب التي نسمعها ونقرأها عن بلادنا وأمتنا.

ديورانت في كتابه «دروس من التاريخ» يذكرنا بأن «البشر لا الأرض هي التي تصنع الحضارات»، ويقال بأن التاريخ يكتبه المنتصرون، والحقيقة أن التاريخ يدوّن بتلقائية، حيث نراه شاهداً على جميع الانتصارات والهزائم في العالم. إن التاريخ يكشف لنا كل ما في الأرض من تراث ومعارف لأمم غابرة.

كل يوم هناك معلومات جديدة مذهلة، لقد توسعت الاكتشافات العلمية التي تساعد هؤلاء العلماء على التنقيب والبحث والحفر، فالأجهزة الحديثة التي يتم اختراعها وتسخيرها دوماً لفائدة العلم باتت على مقدرة أن تخبرنا بالعمر الحقيقي للأثر أو للموقع المكتشف بدقة. لقد أسهم التطور والتكنولوجيا في معرفة الكثير من الأحداث بدقة، وهذا ما جعل العلماء يقارنون بين النص التاريخي والأثر المكتشف.

لقد تمكنت الأجهزة من معرفة زمن لأحداث قديمة، ومعارك، واستطاعت أن تعيد التصور والأحداث لهذا المكان الذي تم اكتشافه باستخدام الأجهزة الحديثة، وهذا ما نراه كثيراً في علم الآثار، حيث تستخدم أجهزة الكشف عن الآثار للعثور على الأشياء ذات الأهمية الأثرية والتعرف عليها، مثل العملات المعدنية والأدوات والفخار. لقد استطاعت الأجهزة بواسطة تحليل التربة والبحث بين جزيئاتها أن تتعرف على عمرها الحقيقي، وغير ذلك.

إذن يعتبر التاريخ من أصعب العلوم الإنسانية، لكن وجود التقنيات أسهم في منح البشرية فرصة لإعادة كتابة الكثير من الأحداث الماضية وتدوينها والاستفادة من الدروس والعبر للمستقبل.