الغايات الاستراتيجية من جوائز التميز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد جوائز التميز من أهم الأدوات التي تعتمد عليها المنظومات والمؤسسات الحكومية أو الخاصة لكي تصل إلى الريادة في مجالها، وهي مصدر اعتزاز وفخر لمن يفوز بها على المستوى المؤسسي وفرق العمل، أو الفردي، أو المجتمعي.

لكن ما هو التميز المؤسسي؟ هناك العديد من التعاريف، وبشكل مبسط يقصد بالتميز خطة العمل بالمؤسسة أو المنظومة من أجل التطوير والتحسين للوصول للأهداف والأولويات. ومما لا شك فيه أن التميز له دور فعّال يصب في مصلحة كل الأطراف، سواء العملاء أو العاملون أو القيادات الإدارية والعليا، وتقوم نماذج التميز المختلفة على مكونات محددة، وهي المبادئ أو الأسس العامة لكل نموذج، والمعايير الرئيسية والفرعية له، ويتم تقسيم هذه المعايير بشكل عام وفق عناصر العمل المؤسسي الثلاثة: الممكنات والتنفيذ والنتائج، ويعتمد كل نموذج على أداة تقييم له.

بالنسبة لمعايير التميز فإنها تخضع لتقييم مستمر وتطوير من المختصين في الأداء، وبإطار عام للمؤسسات تتحدد في خمسة معايير؛ المعيار الأول هو القيادة، حيث يأتي دور القادة في وضع الرؤية والرسالة والقيم للمؤسسة، ويتخذون قراراتهم وفق معلومات واقعية صحيحة، ويديرون الخطط الاستراتيجية، ويتسمون بتحمل المسؤولية والشفافية، فهم نموذج للمصداقية وللمسؤولية المجتمعية.

والمعيار الثاني هو الاستراتيجية التي تحقق الرؤية والرسالة للمؤسسة، وتقوم على فهم متطلبات واحتياجات المعنيين والبيئة الخارجية والقدرات الداخلية وفهم الأداء، بينما المعيار الثالث العاملون، وذلك من خلال تقديرهم وتطوير قدراتهم وتحقيق العدل والمساواة بينهم، والتواصل معهم وتحفيزهم، والاستفادة من مهاراتهم.

ويأتي المعيار الرابع المتمثل في الشراكات والموارد، فمن الضروري لتحقيق التميز الاهتمام بإدارة الشركاء والموارد المالية والطبيعية والمعدات، وإدارة التقنية والمعلومات، وإدارة العمليات، وأخيراً المعيار الخامس العمليات والمنتجات والخدمات، فلا بد من إدارة العمليات والمنتجات والخدمات وتحسينها لتحقيق القيمة المضافة عن طريق تطوير الخدمات والمنتجات والتسويق والترويج لها، وتعزيز العلاقات.

وتتميز دولة الإمارات العربية المتحدة بعدد من نماذج التميز على الصعيدين الاتحادي والمحلي، وجميعها تهدف لتمكين المنظومة الاتحادية والمحلية من مؤسسات ووزارات وهيئات ودوائر من التفوق في الأنظمة والخدمات والأداء والموارد، وكذلك النتائج، وتسعى لترسيخ ثقافة التميز فيها عن طريق وسائل وآليات مختلفة تخلق بيئة عمل تنافسية لتطوير الأداء وتحسينه، وهناك جوائز تهدف لتقدير أعضاء المجتمع الفاعلين والمؤثرين، وخلق بيئة تنافس في السلوك المجتمعي، وتعزيز ثقافة التميز.

وتأتي الغايات الاستراتيجية من جوائز التميز المؤسسي كونها تسهم في رفع مستوى أداء المنظمة والارتقاء بجودة الخدمات والمنتجات التي تقدمها لكي تنال رضا مختلف الشرائح المستفيدة، وخلق بيئة تحفيز لأداء العاملين، وبث روح المنافسة بين المؤسسات المختلفة، وتعتبر القيمة الاستراتيجية المضافة معرفة الأسلوب العلمي اللازم لتطبيق وتقييم الأداء، والتأكد من أن النتائج مستدامة، ما يسهم في تحقيق الرؤية بكفاءة وفعالية، كذلك تعمل على تشجيع تقويم المنظمات الذاتي، ومقارنة أداء المنظمة بالمعايير الموضوعة للتميز، إضافة إلى تطوير أداء القيادات الإدارية العليا، وخلق بيئة تنافس على المستوى الفردي والمؤسسي والمجتمع كله.

ولضمان الاستدامة والاستمرارية لجوائز التميز لا بد أن نعي الأهداف الأساسية منها، مثل خلق التنافس والإبداع، وتحفيز بيئة العمل على الإنتاج، وتجنب الأساليب الاستعراضية التي تهتم بخلق نماذج أعمال من أجل المشاركة بها في الجائزة فقط، وتكون مناسبة لعملية التحكيم، وغير فعالة على أرض الواقع، ويصبح الهدف الأهم في النهاية هو الفوز بالجائزة فحسب دون الاهتمام بتطوير العمل الميداني الحقيقي.

Email