الإبداع الحقيقي يحتاج خطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يولد الطفل ولديه الموهبة والإبداع، ففي مرحلة الطفولة المبكرة أثبتت الدراسات أن هناك نسبة من الأطفال كبيرة من الموهوبين الذين لو تمت رعايتهم والاهتمام بموهبتهم حتماً سوف يشكل هذا الأمر عليهم فارقاً في سنواتهم القادمة، ولكن إذا لم يتم الاهتمام بها فقد تنخفض نسبتها تدريجياً، لهذا فرحلة الابتكارات تبدأ في سن مبكرة دون أن نشعر بها، فمنذ العقد الثالث في القرن العشرين بدأ العلماء بالاهتمام بالموهوبين والمتفوقين وما زال هذا الأمر يحظى باهتمام كبير، خصوصاً في مجال الكشف عنهم ورعايتهم من خلال تجميع الدراسات، فالطفل الموهوب هو الطفل القادر على القيام بمهام قد تفوق وتتجاوز المرحلة العمرية التي هو فيها.

فهناك أطفال منهم من يجيد الكتابة ويحب القراءة ويسرد القصص والحكايات، وهم المفترض في صف يؤهلهم لتعليم الحروف الأبجدية، والبعض نجد لديهم مهارة البحث وتصفح الأجهزة الإلكترونية بكل شغف، إن موهبة الطفل لا تحتاج لتلك المصطلحات الكثيرة والمعقدة والتخصصية التي نجدها في الكتب والجامعات والأقسام والكليات العلمية، فعندما نتوجه لأولياء الأمور لتوعيتهم بضرورة تنمية موهبة أطفالهم، المفترض أن تكون بعيداً عن التعقيدات، فكل طفل لديه خصائص وقدرات معينة يمكن للأسرة أن تعززها من خلال التربية القويمة التي تبنى على التفاهم والحوار والنقاش بعيداً عن التهديد والوعيد وغيرها. إن القسوة لا تولد الابتكار، لا سوف تخلق من الطفل شخصاً متردداً وخائفاً.

أيها الأب إن طفلك موهوب ومتميز ولديه مواهب عديدة فلا تحطمه، ولا تحاول أن تخلق منه شخصية انهزامية ومكررة دون أن تدري أن تلك الإشارات كلها ممارسات قد تكسره من الداخل، وتحد من قدراته العقلية النشيطة المتوثبة للمستقبل.

إن الإبداع مشاع ولا يمكن حصره في فئة معينة، نظرة لتلك المنجزات التي تحققت وما زالت مستمرة كلها بفضل أشخاص عرف عنهم العبقرية والذكاء في استخدام عقولهم، إنني أعتقد أن الكثير منا لا يستخدم عقله بطريقة مبتكرة وجديدة وأقصد التفكير خارج الصندوق أو خارج الإطار المحدد للحياة والوظيفة، بمعنى أننا نعيش بشكل مستمر ومكرر ضمن صندوق هو جميع الممارسات التي تعودنا عليها والأفعال التي نكررها بصورة يومية ونتوقع أنها قد تكون سبباً لنجاحنا، ولكن ننسى أن الحياة بحاجة إلى تجدد وبحث وأن الحلول لهذه المشاكل تحتاج منا إلى تجديد التفكير، أن نبدع في كل ما نواجهه بالتمعن والتأمل والبعد عن التقليد، أما الركون للحلول المعتادة أو الطرق التقليدية فلن يكون مجدياً ولا قيمة له في الحياة، ولعل ما قاله العالم الشهير ألبرت أينشتاين، ينطبق على مثل هذه الحالة، عندما قال: «الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة».

نحتاج إلى تنويع الأساليب وابتكار طرق جديدة وجلسات عصف ذهني وغيرها من متطلبات وشروط من أهمها، المعرفة بما تريد أن تبدع فيه وبما تريد أن تقدمه ويكون مختلفاً، وفعلاً يحوي ابتكاراً وتميزاً.

Email