إن اكتشاف المواهب من الموضوعات المهمة التي يجب السعي للاهتمام بها على جميع الصعد ولا سيما في المراحل الدراسية الأولى، الوالدان يجب أن تكون لديهما معرفة بموهبة الطفل والسعي نحو تعزيزها؛ فهناك الكثير من الأطفال الذين يملكون مهارات مختلفة تتضح منذ طفولتهم مثل استخدام التفكير والحفظ والاستنتاج، وبعضهم قد يملك ذاكرة مبدعة متميزة في مجال الرياضيات والعلوم وحفظ القصائد وكتابة القصص والحكايات، وكل تلك المواهب يجب على أولياء الأمور الانتباه لها منذ الطفولة، ولهذا المفترض من المؤسسات التعليمية أن تضع برامج هدفها صناعة الأطفال الموهوبين ومحاولة اكتشافهم منذ طفولتهم، المدرسة واحد من المواقع التي يمكن لها أن تسهم في ترقية مواهب الطفل وتعزيزها، ولا ننسى دور المعلمين في البحث عن هذه الموهبة ورصدها ومتابعتها كما يقول الفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير: التربية تطور المواهب، ولكنها لا تخلقها.
لقد انتشرت ثقافة البحث عن الموهوبين في الآونة الأخيرة ورغم وجود الكثير من الطرائق لجذبهم واكتشافهم، ومحاولة مد يد المعونة لهم لتعزيز تلك الموهبة ولكن بقيت النتائج غير واعدة ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، فهذه المواهب تحتاج إلى دعم وتشجيع وميزانية، فلا يمكن أن يخلو عالمنا العربي من المواهب التي تتطلع دائماً إلى المستقبل والنجاح، وكما ذكرت فإن المعضلة الحقيقية ليست في الدعم والتشجيع، وإلقاء الكلمات والتصفيق بل الدعم يكمن في الدعم المادي وتوفير الوسائل التعليمية التي يمكن أن تسهم في زيادة معارف وقدرات هذا الطفل الموهوب، وبالأخص في هذا الوقت الذي نشهد فيه تطور التكنولوجيا المعرفية وتوافر وسائل التواصل الاجتماعي ولكن الأهم في كيفية توظيف هذه المواد التعليمية والمعرفية لإنتاج أجيال مبتكرة ومخترعة وعلى قدر عالٍ من المسؤولية والفهم.
يجب أن نتجاوز هذا الحديث المكرر والوسائل التقليدية والتوجه نحو صناعتهم عبر التعليم والمعرفة وتزويدهم المعارف والعلوم التي تناسب أعمارهم، إن مرحلة المدرسة فترة مهمة في حياة الطفل لاكتشاف موهبته ونتوجه لإعداده للمستقبل، لنتوجه معاً لصناعة الموهبة بالعلم والمعرفة لعقول قوية وحاضرة في المستقبل القريب.