قفص التسويف احذر من قضبانه

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك الكثير من الناس لا يضعون أية أهداف لحياتهم ولا يخططون للمستقبل لأنهم يخافون من الفشل في تحقيقها، وهناك من يهمل تحديد الأهداف مؤمناً بتلقائية الحياة، ولكن ما أعنيه أن تحديد الأهداف سوف يجلب لنا فوائد عظيمة؛ وسوف يوفر لنا الوقت والجهد، كما أن احتمالية الفشل سوف تكون أكبر إذا لم يتم تحديد الهدف، وإنني مؤمنة دائماً أن النجاح سوف يكون حليف الذين يحددون أهدافهم ويسعون لتحقيقها؛ فهناك البعض ممن يضع خطة لحياته وما يتطلع لإنجازه خلال فترة زمنية محددة، رغم اختلاف الأهداف وتنوعها سواء في مجال العمل أو الدراسة أو في أي مجال من مجالات الحياة المختلفة، وهذا أمر إيجابي وصحي.

ولكن البعض منا يقوم بتأجيل أعماله، وهذا كفيل بتدمير جميع ما خطط لإنجازه، ربما لكل شخص سبب للتأجيل مثل الخوف من الفشل، وربما يكون الهدف كبيراً جداً مقارنة بالوقت الذي وضعه لإنجاز الهدف، وأحياناً البعض قد يصيبه الكآبة والملل فيلجأ إلى تأجيله لتجنب ذلك، وربما البعض يعاني من العجز وعدم وجود القدرة المالية أو الجسدية وحتى المعنوية فيقوم بتأجيله أملاً بحله في وقت آخر، ولكن ما يحدث أن هذا التسويف سوف يؤدي به إلى عدم القيام بأي شيء أو ما نسمعه أحياناً من إجابات صادمة قد تجلب لهم الراحة، ربما يتحدث البعض عن مشاريع صغيرة منها أكوام كثيرة من الكتب لا يجدون الوقت للانتهاء من قراءتها أو أوراق على سطح مكتب تعرقل سير العمل؛ تلك أمور بسيطة إذا ما قورنت بمشاريع متعددة عظيمة كالزواج والوظيفة والصحة وغيرها لم تنجز، لذلك فإن التسويف لن يجعلك تشعر بالراحة، بل في كل مرة تؤجل هدفاً معيناً فإنك تفقد بعض قوتك، ولن تجد القوة للقيام بالأشياء التي ترى أن لها قيمة في حياتك، لهذا فإن التسويف لن يفيدك فالوقت المناسب للقيام بأعمالك المؤجلة لن يأتي بدون أن تحدده وتصر على البدء به.. وكما يقول الروائي الروسي الراحل إيفان تورجينيف: «إذا ما انتظرنا اللحظة التي يكون فيها كل شيء – دون استثناء – جاهزاً، فلن نبدأ أبداً».

وفي النهاية إن استغلالك لكل الطرق التي تضمن وصولك إلى نتيجة مبهرة سوف يقضي على مشكلة التأجيل ويمنحك العزيمة على إتمام كل مهامك بكل قوة وعزيمة وشغف ،وكما قال المؤلف الأمريكي ومطور الدروس المشهورة في تحسين الذات ديل كارينجي: «لا يمكن تحقيق النجاح إلا إذا أحببت ما تقوم به».

Email