الأفكار الجديدة لا يمكن إنتاجها بسهولة، نظرة خاطفة على جميع الإنجازات والمشاريع والمخترعات في العالم، تجعلنا نؤمن بأنها بدأت بفكرة ملهمة؛
إذاً الأفكار عملية مشاعة ومنتشرة لدى الجميع، يقوم العقل بها معتمداً على المعلومات والمصادر التي يجدها والخبرات الحياتية التي تساعده على التفكير واتخاذ القرارات، وهذا الأمر يتضح عندما نمر بمشكلة ما، فإننا نسارع لممارسة عملية التفكير قبل اتخاذ القرار التي تساعدنا على الوصول للحل السليم.
الفكرة الجديدة هي مكسب للبشر، وإذا ما توفرت جميع الخبرات والمعلومات والمعارف اللازمة لإنتاجها حتماً سوف تمثل قفزة للبشرية في جميع المجالات الطبية والتكنولوجيا والفيزياء وغيرها، والأفكار لا تنتج بسهولة بل في طريقة التعامل معها، فالعقل يحتاج منا للتشجيع والدعم في تغذيته. أليكس اوسبورن له كلمة توضح أهمية الأفكار قال فيها: «لقد ضاعت أفكار تساوي ملايين الدولارات بسبب عدم وجود عقب قلم رصاص وقصاصة من الورق».
للأسف تعاملنا مع الأفكار يكون أحياناً بشكل سلبي، فنحن لا نسعى لتدوينها أو حفظها بل نهملها ثم نتفاجأ بأن غيرنا قد قدمها ونجح فيها، لذلك أحب أن أوضح لكم أن الأفكار الجديدة هي منجم للنجاح والابتكار لأي مؤسسة، مشروع، ماركة، كاتب ناجح ورجل أعمال وغير ذلك، فكل المهارات بدأت بفكرة متواضعة مثل الهاتف، وجهاز الكمبيوتر وغيرها.
والأفكار الجديدة أحياناً لا تلقى الترحيب من المجتمعات، وهذه الأمور نجدها في مقار أعمالنا، لأن الفكرة الجديدة حتماً سوف تحدث تغيراً كبيراً في مسار الحياة الوظيفية، لهذا نجد للأسف بعض العقول تعودت على التكرار، وتقليد الأفكار والبقاء ضمن دائرة واحدة بعيداً عن الرغبة في التطوير والتقدم، لذلك نجد أن الفكرة الجديدة لا تلقى التشجيع ومصيرها الأدراج، وربما على سطح الكمبيوتر، فهناك الكثير ممن يخاف التجربة والتطوير، حتى لا يفشل، فبعض الناس تعودت على تكرار المشاريع نفسها بالصورة والروتين في كل عام.
المشكلة التي نجدها أن صاحب الفكرة المتميزة يعيش في معاناة رهيبة، ولا يستطيع أن يبوح بفكرته بل لديه خوف أن تقابل فكرته بالاستهزاء والتقليل من قيمتها، إننا نهمل الفكرة الجديدة ولا نعطيها أهميتها، ولا ندري أنها قد تشكل مستقبلنا، فكل فكرة مبتكرة فتحت لصاحبها مشروعاً وقادته نحو التميز، وكما قالت المؤلفة والكاتبة بيرل بوك: «بإمكانك أن تعرف كم عمرك، من خلال حجم الألم الذي تشعر به، في مواجهة فكرة جديدة».