الطقس والسركال و«حاير طاير»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا صوت يعلو فوق صوت الحديث عن أحوال الطقس الاستثنائي الذي ساد كافة إمارات الدولة عدة أيام، وصولاً إلى الأحد المشمس، والاثنين الدافئ، ومشاهد رسمتها الغيوم، وآثار لا تزال تدل على أثر المطر، وسحابات شتاء الإمارات الذي جاء جواداً بالغيث.

هكذا كان المشهد في بدايات الأسبوع، وهكذا جاءت مؤشرات الأكثر قراءة في العديد من المواقع والصحف لتؤكد انشغال الناس بما يهمهم، وشخصياً رصدت أن الأخبار الثلاثة المتصدرة الأكثر قراءة في عدد من الصحف ومواقع الأخبار المحلية صباح الاثنين جاءت مرتبطة بأحوال الطقس، التي نالت مراكز أخرى متقدمة أيضاً في ذات القائمة، متقدمة على الكثير من الأخبار الدولية المهمة، بما في ذلك السياسية والرياضية، والفنية وغيرها، على الرغم من أنها أخبار يندر تواجدها في مثل هذه القوائم، غالباً، ما لم يدفع إليها حدث ما يضاعف اهتمام الناس بها.

وليس ببعيد عن فترة الطقس الاستثنائي، اختار أكثر من 34 ألف شخص الاستمتاع بفعاليات النسخة العاشرة من مهرجان القوز للفنون، والذي أقيم على مدار يومين متتاليين بدبي، واختتم الأحد، مستوعباً أكثر من 200 نشاط ترفيهي وثقافي، تحت عنوان لافت هو «ارتحال في السركال»، ليوفر لرواده تجربة فريدة تمزج التذوق الفني، ومتعة الترفيه، في أجواء غير نمطية، وخيارات متنوعة لأصحاب الميول والأذواق المتباينة، وهؤلاء أيضاً قصدوا الوجهة التي وجدوا فيها ما يبحثون عنه، وما يهمهم في ذاك التوقيت، بفضل حلول اشتغل عليها منظمو الحدث، ليضاعفوا اهتمام رواده به.

في المثال الأول جاء اهتمام الناس ليفرض كلمته، ويحدد المحتوى الأولى بالتناول الخبري، وفي المثال الثاني جاءت رغبة الشرائح المستهدفة بالفعاليات لتسجل نجاحاً لافتاً لفعاليات فنية أقيمت في طقس قد يعتبره البعض غير مواتٍ لحدث جماهيري من هذا النوع، وكلمة السر في كليهما، تلبية احتياجات الناس وتوقعاتهم.

الأمر ذاته لا ينفصل عن شغف الناس بقصيدة، أو رواية، أو عمل درامي دون سواه، يقترب فيه من اهتمام الناس وتفاصيلهم، هواجسهم وآمالهم، وهو ما يفسر على سبيل المثال الحياة التي استمدها مسلسل كوميدي قديم ذي مضمون اجتماعي بارز مثل «اشحفان»، وآخر أحدث مثل «حاير طاير» اقترب من شواغل الناس وحياتهم، قبل أن يتمكن من الوصول إلى جزئه السادس، ليكون أطول مسلسل إماراتي متعدد الأجزاء، وربما الأكثر شعبية على الإطلاق في مكتبة الدراما الإماراتية.

Email