كلنا معرضون للنقص والخطأ، والنقد في أعمالنا اليومية، فلا تشعر بالاستغراب، في حال وجدت نفسك في موقف لا تحسد عليه، والسبب لعدم إنجازك عملاً تم تكليفك به من قبل مديرك، أو مهمة معينة وغيرها، جميعها مواقف وصور وأحداث قد تحدث لك بشكل يومي، المهم أن تتقبل النقد، سواء كان جيداً أم سيئاً، ومحاولة التغير للأفضل، فقد تتعرض للنقد والتشكيك، وربما الإهانات من أقرب الناس، تحت ستار النقد البنّاء، فهناك الكثير من الشخصيات التي تقابلهم في عملك وحياتك، سوف يحاولون نقدك والحديث معك، تحت بند النصائح، ولكن البعض قد يثيرك، وربما يسعى إلى هدمك، لذلك، حاول ألا تسمح لهم ولكلماتهم الناقدة السلبية أن تهزمك. 

كلنا نعرف وظائف النقد، ودوره الأزلي في إظهار العيوب، وتسليط الضوء على أماكن الخلل، بالنقد البنّاء، يمكن لنا أن نبدع ونغير حياتنا إلى الأفضل، في أماكن العمل، يمكن للمدير أن يكون منفتحاً على سماع الآراء المختلفة من موظفيه حتى نرتقي، وفي البيت، بالإمكان أن نسمع الآراء على اختلافها من أفراد الأسرة، لتقويم السلوك والعادات، وفي كل مجال، يمكن لنا أن نرتقي، فالمهندس والنجار والميكانيكي وطلاب وطالبات المدرسة، وكذلك الكاتب والمؤلف والقارئ، وغيرهم، كل هؤلاء يحتاجون للنقد، ووجب عليهم الإصغاء إليه، والبحث عن كل ما هو مفيد، ورفض السلبي. إننا نحتاج إلى النقد، فهو وسيلة للنجاح وتقويم العمل، أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: «رحم الله امرأً أهدى إليّ عيوبي».

لهذا، ربما نحتاج لسماع آراء من حولنا، دون أي حساسية أو امتعاض، فهذا الرأي، وإن كان يحمل بين طياته وجهة نظر مخالفة في بعض الأحيان، ربما قد تكون صحيحة، وفي محلها تماماً. 

إن الهدف من النقد، هو توسيع المعرفة، وأداء رسالة سامية، فهو يعلمك كيف تمضي في الحياة، وتتعلم من خبراتها، وتستخدم مهاراتك، وترشدك الطريق الصحيح، وكما قال الرسام الإسباني سلفادور دالي: «النقد شيء رفيع وسامٍ، ولا يستحقه إلا العباقرة». 

إذن، لا داعي للغضب والحساسية من النقد، ربما هناك نقد متوهج، يعود عليك بالخير، ويكون لك مكمناً للتميز والنجاح.