كيف تجذب الحظ السعيد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحن في تغير دائم؛ نكبر وتتغير ملامحنا وتتغير أجسادنا، وهذا الشعور أيضاً نلمسه بالاهتمامات والرغبات، نجد ذلك عبر مراحل عمر الإنسان؛ الطفولة لها متطلبات ورغبات وحاجات، والأشياء التي تسعده في مرحلة قد تثير غضبه في مرحلة قادمة، فالألعاب التي كانت تفرحه في طفولته ويشعر بالسعادة والبهجة معها وتدخل في قلبه تصبح غير ملائمة، وحينما يدخل في مرحلة المراهقة يبدأ باستكشاف العالم الخارجي والرغبة في المغامرة والبحث عن الذات ومع هذه التنقلات والتحولات يحدث تغيير في المبادئ والرغبات، ومعها تتغير الأولويات وتصبح لدينا أهداف معينة نسعى لها؛ النجاح والشهادات والزواج والاستقرار والوظيفة والأطفال ولكن هناك من يقف عند محطة معينة ويتجاوزه الزمن وتسبقه الأفكار فيظل في مكانه ولا يتحرك، يصبح الاستسلام شعاره والإحباط طريقه؛ ولكن هناك فئة تتفاعل بشكل مدروس وتؤمن بأن التغييرات الإيجابية مدروسة ولا تؤمن فقط بالحظ بمعنى أنهم يبادرون ويستعدون ويحاولون ترويض العقل على الفعالية والتفاعل والاستعداد لأي تغييرات، وكما يقول عالم النفس ريك هانسون: «ذاك الذي يغير دماغه، يغير حياته». بمعنى أنك تحتاج أن تكون منفتحاً ومتقبلاً ومستعداً لعملية التغير بحيث تكون متوافقة مع تفاصيل حياتك.

منذ فترة قرأت قصة عن مزارع قرر أن يغير حياته للأفضل فهاجر إلى جنوب أفريقيا وكان قد باع جميع أراضيه في هولندا ودفع جميع ماله في أرض جدباء غير صالحة للزراعة ولم يكن هذا الرجل يعرف أن هذه الأراضي بهذه الصورة.. والصدمة أنها مليئة بالعقارب والأفاعي ذات السم العالي ولكن خطرت له فكرة رائعة وغير متوقعة، فبدلاً من أن يندب حظه ويستسلم للظروف فكر في أن يستغل هذه الأفاعي لإنتاج مضادات السموم الطبيعية.. وبالفعل نجح هذا الرجل في تحقيق حلمه وتحويل الحظ السيئ إلى حظ جيد فصنع من بداياته الصعبة فرصاً لم نتوقعها وآمن بأن الصعوبات التي نواجهها اليوم بالإمكان تغييرها. وفي الآية الكريمة قال الله تعالى: ((وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)).

هناك عشرات القصص لناجحين استطاعوا تحويل الأحلام إلى حقيقة وآمنوا بأن التغيير ليس بالأقوال وإنما بالأفعال والاجتهاد والذكاء والبحث واستخدام مهارة التغيير؛ وليكن شعارنا: نعم للتغير بإيجابية ونعم لنقوم نحن بتوجيهه لصالح طموحنا وإمكانياتنا.

 

Email