هناك بعض الأمور التي تعيق حياتنا اليومية وتقف حاجزاً في طريق التواصل مع الآخرين؛ ربما تستغرب أحياناً إذا ما عرفت أن الحساسية المفرطة أو ما تسمى بـ«الحساسية النفسية» هي مشكلة تعترض طريق الكثيرين وسيكون لها تأثير بالغ على حضورهم الاجتماعي؛ فهذه الحساسية لها تأثير في الاندماج والتواصل وضياع الفرص الكبيرة؛ طبيعي أن نتحسس من بعض الأمور وقد نصاب بالحزن والضيق في بعض المواقف ولكن الإفراط والتمادي يتحول تلقائياً لمشكلة نفسية، قد تبدأ منذ الطفولة ويكبر هذا العارض النفسي ويحتاج لتدخلات كبيرة من قبل الأسرة والمدرسة وحتى الطب النفسي إذا تجاوزت وتراكمت مع الوقت فتصبح مشاعر سلبية عاطفية، تقود صاحبها إلى الضعف في الشخصية أو عدم القدرة على التصرف أو عدم الذكاء؛ فالإنسان الذي يعاني من حساسية مفرطة تكون لديه صعوبة في الاندماج في المواقف الاجتماعية، وقد يدخل في دوامة الاكتئاب النفسي فيكبر القلق بداخله، كما تتولد لديه صعوبة في نسيان المواقف التي حدثت له؛ فنجده يبالغ في حزنه ويحاول أن لا يظهر ضعفه ويرفض التواصل مع الآخرين؛ ويبدأ في العزلة الكاملة التي تفصله عن المجتمع، إن هذا العارض النفسي يبدأ منذ الطفولة فتكبر مشاعر الضعف وعدم الثقة، فالأطفال وبالأخص إذا تعرضوا لعدم الاحترام والإهانة والتجريح منذ بداية نشأتهم فيكبرون وهم مجردي الثقة والاعتزاز والرغبة في الانطلاق للإبداع.
الممثل الكوميدي شارلي شابلن، يقول: لابد للمرء أن يكون واثقاً من نفسه، هذا هو السر، حتى عندما كنت أعيش في ملجأ الأيتام، وحتى عندما كنت أجوب الشوارع بحثاً عن لقمة خبز أسكت بها معدتي الجائعة، حتى في كل تلك الظروف القاسية، كنت اعتبر نفسي أعظم ممثل في العالم. نعم نحتاج للتخفيف من الحساسية المفرطة حتى نتمكن من التواصل مع المجتمع والنجاح في العلاقات الاجتماعية.