كثيرون يتلاعب بهم القلق وتسيطر عليهم المخاوف المستقبلية الحياتية غير المبررة، يبدون تائهين وضائعين وفي دوامة غم وحزن دائم متواصل، نجدهم يحملون في دواخلهم وعقولهم وقلوبهم أوهاماً ومخاوف لا أساس لها من الواقع، ولكن هذه المخاوف سيطرت عليهم فجعلوا من أنفسهم ضحايا تحتاج لمساعدة الآخرين، ويصبحون أيضاً - ضحايا أنفسهم - لبقية حياتهم. هؤلاء يجعلونك تشعر أن العالم كله يعاني ولا شيء جيد ممكن أن يأتي في المستقبل.

التذمر جزء من حديثهم وكلماتهم وشخصياتهم؛ إنهم يضخمون الأمور والأحداث والمشكلات والأزمات؛ يظنون أنهم وحدهم فقط من يعاني، ولكن الجميع يعاني من نوبات الحياة ومشكلاتها وألمها.

 توجد حقيقة تكاد تكون شبه تامة، وتشملنا جميعاً؛ وهي أن كل واحد منا يلاقي في حياته البعض من الهموم والمشقات والعقبات غير المتوقعة، كما توجد إحباطات وتراجعات وإخفاقات تظهر في حياتنا بين وقت وآخر، ولعل مثل هذه المنغصات، هي نتاج لعدم الخبرة، أو لتكرار أخطاء وقع فيها أناس كثر قبلنا، لكننا لم نستفد منها، وببساطة وكما يقال لا يوجد من هو مرتاح. جميعنا تمر علينا لحظات أحياناً نسعد بانتصار وأحياناً نخسر ونفشل فنكرر المحاولات ولكن لا نستسلم لمثل هذه الحالة. إن هذه الفئات تعيش من دون هدف ولا خطط ليس لديها سوى فراغ كبير ينطبق عليهم ما قاله المفكر الأيرلندي جورج برنارد شو: «إن سر الإحساس بالتعاسة والاضطراب هو أن يتوافر لديك الوقت لتتساءل هل أنت شقي أم سعيد».

هؤلاء يعانون من عقلية الضحية المزمنة هم أشخاص غير واثقين بأنفسهم، كما يؤثرون على الناس المحيطين بهم.

هذه الفئة تجلب لنفسها التعاسة والبؤس والسوداوية تظن أنها تعاني من خطب أو مشكلة ما ولكن مع الوقت تجد أن مشكلتها لا تستدعي منها كل هذا الإحباط والقنوط لإيجاد الحل لها، ربما أغلب متطلبات الحياة متوفرة لديها، كل ما تحتاجه هو جذب الآخرين وكسبهم من خلال التعاطف والشفقة، هؤلاء يرغبون أن يصبحوا محط الأنظار؛ يتذمرون من العيش وضغوط الحياة، هذه الشكاوى مكررة وعامة نسمعها بطريقة أو أخرى. في مقار الأعمال والجلسات العائلية وبين الأصدقاء، هؤلاء قد يستنفذون منك وقتك وحياتك بشكواهم وهمومهم وشكواهم الدائمة، نصيحة لا تشغل نفسك بالتساؤل عن سبب هذه الشكاوى المستمرة ولا تستمع لقصصهم وحكاياتهم المستمرة، كل ما تحتاجه أن تحافظ على سلامتك وصحتك النفسية حتى لا تصبح ضحية لهم.