كلنا ندرس نتعلم ونعمل؛ وبعض العقول استطاعت أن تجاري التقنيات الحديثة فنجد لديهم شغفاً بكل ما هو جديد وبالتطور وإدخال التقنيات في مهام العمل اليومية، يشجعون زملاءهم وموظفيهم على الدخول في ورش تطويرية ومحاضرات مختلفة تسهم في تنمية خبراتهم وتساعدهم على التعامل مع حياتهم وعملهم بمنتهى الذكاء، هؤلاء استطاعوا أن يتماشوا مع تطورات العصر فكانوا مبادرين ومستمرين ومتفوقين، مبادرين ومبتكرين، بمعنى أنهم أضافوا قيمة لمهام أعمالهم بسرعة البديهة والنظرة الثاقبة؛ هذه النماذج موجودة ومتنوعة من حولنا ولله الحمد أثبتت مع الوقت أن التطور والتقنيات ليست مشكلة ويمكن أن تتكيف معها.

ولكن بعض العقول للأسف تصبح جامدة؛ تريد أن تعيش في إطار اعتيادي وتظل آمنة فلا تدرك أهمية التقنيات في تسهيل حياتها وتظل بحاجة إلى طرائق تقليدية بالية بحجة عدم قدرتها على استيعاب متغيرات التقنية الحديثة. وللأسف هذا العقول توقفت عن التفكير فلا مجال لدفعها لتتحرر وتتخلص من الجمود، إنها كارثة بحق أن تكون مثل هذه العقول صانعة لقرار أو منتجة لقرار، أتوقع أنه يمكننا تحقيق الكثير من النجاح إذا استخدمنا التقنيات الحديثة فهي توفر الوقت والخبرة والتجارب ولكن المعضلة عدم قناعتنا أو رغبتنا في أن نتغير ونتوجه نحو هذا التغير، يقول المؤلف والفيلسوف الإيرلندي جورج برنارد شو: التقدم مستحيل من دون تغيير، وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير أي شيء. والذي يحدث في عالمنا اليوم أن التقنيات عالية ولكننا نرفض أن نغير طريقة استخدامها والتعامل معها، وبعضهم حتى اليوم ينظر للهاتف الذكي أن وظيفته إجراء مكالمات هاتفية لا أكثر، وبطبيعة الحال هذا خطأ، والخطأ الأكبر عدم الإلمام بالكيفية التي نستخرج الجواهر الثمينة من هذه التقنية لنسهل حياتنا وأعمالنا؛ لنتغير للأفضل من أجلنا.