كثيرون يستسلمون لذكرياتهم الحزينة، وقد يسقطون أسرى للماضي؛ فالعقل يحفظ كل تلك الذكريات ويستدعي المواقف الأكثر ألماً في حياتنا فتبقى متوهجة وحاضرة دوماً، بل البعض وبسبب مثل هذه المواقف المؤلمة وتوهج ذاكرتهم بها وبتفاصيلها يصاب بأمراض نفسية بالغة التعقيد، على سبيل المثال التأثر بوفاة عزيز علينا، يقوم العقل باستحضار كل ذكرى جميلة معه فتصبح الأماكن والضحكات أدوات قد تصيب قلوبنا بالحزن على وفاة أحبتنا فيستسلم البعض لدوامة الاكتئاب والحزن والذكريات المؤلمة فلا يحاول البدء من جديد في حياته ولا ينظر للحياة بتفاؤل وحب وانطلاق.

المفكر الهندي جيدو كريشناموتري يقول: «إنّ تصرفاتنا وسلوكياتنا في الحاضر تحددها تأثيرات اللحظات والأحداث والتجارب القوية، والآثار الباقية من الماضي والتي تراكمت على مرّ الأعوام». إن الذكريات الحزينة لها تأثير وأكثر إيلاماً من تلك المتعلقة بالألم البدني.

مايكل هوجسمان الأخصائي في علم نفس الطفل في ألمانيا يؤكد أن «في الألم البدني يمكن رؤية الجراح والكدمات أما الألم العاطفي فهو يخلّف في الغالب القلق والخوف».. إن هذه حقيقة واضحة ويمكن استخلاصها من تجارب الحياة.

أعتقد أننا ونحن نعيش هذه الحالة وفي وسط هذه الذكريات، نكون في أمسّ الحاجة للآخرين، قد تكون المساعدة كلمة محبة وإرشاد وتوجيه وغيرها.

غني عن القول أن البعض ‏قد يستنكف عن طلب المساعدة، ولكن لا تتردد في طلب العون والمساعدة من الآخرين.. والتمس الأكثر خبرة ومعرفة.

حتماً نحتاج للنظر بتفاؤل ورؤية ثاقبة محملة بالسعادة والانطلاق للمستقبل، وألا نكون مقيّدين لأحداث مؤلمة ماضية أو مواقف مؤثرة تحولت لذكريات، فهناك قصص مؤلمة لأشخاص لا يزالون يعيشون في جلباب ذكريات الماضي.. إنني لا أدعو لنسيان الأحبة الذين رحلوا على سبيل المثال لأن الألم سيبقى والشعور بالحسرة سيكون ماثلاً، إنني أدعو أن تكون ذكرياتنا محملة بالإيجابية والسعادة وليست قنوطاً وإحباطاً.. دعونا نفرح بذكرياتنا مع أحبائنا فقد تكون وقوداً لسعادتنا.. فلنودع الذكريات المؤلمة ونستبدلها بذكريات أجمل.