البعض يستمتع بإحباط نفسه وإغراقها في السلبية المحملة بالنقص والقصور، وهذه للأسف مشاعر وسلوكيات لا تفيد أي إنسان مقبل على الحياة ويرغب بالتميز، ولكن هذه المشاعر نجدها منتشرة بين الكثير من الناس، لكن المشكلة الأعظم أن معظمهم قد تعايشوا معها وصارت جزءاً من حياتهم وشخصياتهم وتعاملهم اليومي، والمصيبة أنهم لا يرغبون بعلاجها ولا التخلص منها.
مشاعر النقص التي يعاني منها الكثير تحدُّ من التفكير الإبداعي والتميز، وكلها لها أسباب كبرت مع الطفل وتأثر بها في طفولته، ولّدت لديه التردد وعدم الثقة بالنفس والشعور بالنقص، جميعها لا تولد معنا، وإنما يكتسبها الشخص بسبب موقف مرّ أو ممارسات خاطئة يتعرض لها، تلك المشاعر السلبية تحتاج منا العلاج، لأنها تحدُّ من التفوق والنجاح، كما أن الثقة في النفس مطلب، وحاجة مهمة في عدة مجالات حياتية، الثقة بالنفس ليست مشاعر وأحاسيس، بل هي ثقة تنبع من داخلك وتمارسها بشكل اعتيادي بسبب معرفتك التامة بالمواضيع، لذا فإن حضور هذه الثقة يكون مهماً وحيوياً.
جورج هربرت الشاعر البريطاني يقول: «الثقة بالنفس والمهارة جيش لا يقهر». إن الثقة تعني مهارة الإتقان وطلب العلم والرغبة بالمعرفة.
على المستوى الشخصي لا يمر يوم إلا وقد صادفت صديقة أو زميلة وفي عينيها وملامح وجهها عدم الثقة أو الضياع المتوهم أو الصعوبة التي رسمتها في مخيلتها عن طبيعة الحياة أو المهام الوظيفية التي تناط بها، وأعتقد أن هؤلاء وغيرهن كثيرات اكتسبن عادة الخوف وعدم الثقة بالنفس، ولا يؤمنّ بما منحهن ووهبهن الله من صفات وقدرات عقلية، لو قُدر وقُمن بتنميتها لكانت لهن خير معين.
وأعتقد أنهن كثيرات من يشبهن هذه الصديقة التي تستطيع الالتحاق بأي برنامج تعليمي أو بأي دورة تدريبية، وتبدأ رحلة التطوير الذاتي واكتساب المعرفة، لكنها تؤجل ولا تثق بنفسها. تعلم كيف تكتشف نفسك وقدراتك ومواهبك، ثم انطلق.
أعتقد أن صدمات الواقع والإخفاقات التي تقع يمكن تجاوزها بالحماس ومعاودة المحاولة مرة ثانية وثالثة ورابعة، ولا أجد أعظم ولا أفضل من الأمل، ما دمت تأمل وتضع هذه المفردة نصب عينيك فإن التفاؤل سيغمرك، وستزداد روحك المعنوية ثقة واندفاعاً.
للكاتب الأسكتلندي والناقد الساخر والمؤرخ توماس كارليل كلمات جميلة في هذا السياق، قال فيها: «العقل القوي دائم الأمل، ولديه دائماً ما يبعث على الأمل».
لتكن الثقة سلاحنا، والأمل حياتنا.