يناير.. أحب دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لست من المقيمين في عهدة الماضي، وأيضاً لست من قارئي الفنجان، لعام جديد. لكنني أهوى صداقة التواريخ والأرقام، قلبت في الشهور المبهجة في العام الجديد، استوقفني بشدة شهر يناير.. استراح قلمي على فكرته. الشهر مناسب جداً من حيث الزمان والمكان والحدث.

الزمان قادم من العام الجديد، والمكان يتعلق بمدينة دبي، في دولة الإمارات العربية المتحدة.

الحدث يتعلق بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله». ففي مثل هذا الشهر وتحديداً 4 يناير من عام 2006 تولى سموه مقاليد الحكم في الإمارة.

التاريخ يهوى صناعة الفارق عبر الشخصيات والأحداث، وفي دبي صنع الفارق والتميز معاً، ودبي أغنت التاريخ، عبر رؤية قائد فذ وصاحب طموحات ومواصفات استثنائية، وفارس لا يعرف المستحيل، وشاعر بدأ كتاباته باسم مستعار، كمن يسير بلا موكب وسط مشاعر الناس. نالت أشعار سموه ثقة وتقديراً من عظماء الشعر، فزينها باسمه. وصارت قصائده تطوف المشرق والمغرب. قصة سموه هي «50 قصة في خمسين عاماً» صاغت وشكلت وجدان وعقل قائد، رافق الكبار منذ طفولته، فامتلك جسارة القرار. يعرف معاني الأوطان، خط لنفسه قاموساً متفرداً نحو الصعود إلى القمم، عبر عنها في مقولات من نوع: «أعشق تحطيم حواجز جديدة أمام شعبي، أحب الوصول إلى قمم غير متوقعة، وأؤمن بأن ما يقود الشعوب نحو التطور ليس الوفرة المادية فقط، بل الطموح.. الطموح العظيم».

كتب قصته ليحاور التاريخ، وحاور التاريخ لأنه يؤمن بأجيال المستقبل، مضمون تجاربه وحكاياته تؤكد قناعاته بأن الأمم لن تحيا دون العمل، ولم لا ؟ وهو صاحب مقولة: «سيقولون بعد زمن طويل، هنا كانوا، هنا عملوا، وهنا أنجزوا، هنا ولدوا، وهنا تربوا، هنا أحبوا، وأحبهم الناس، هنا أطلقوا ذلك المشروع، وهنا احتفلوا بإتمامه، من هنا بدأوا، وهناك وصلوا في سنوات معدودات، ولا نريد من الأجيال الجديدة إلا أن يقولوا فينا خيراً، فالله في عليائه يعلم نيتنا في صنع الخير لشعبنا وأمتنا، والله يعلم أننا عملنا واجتهدنا بما استطعنا». صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، صاحب رؤية واستراتيجية، أحد أهم فصولها هو صناعة القادة والعمل بروح الفريق، فداخل مؤسسات الإدارة في دبي زرع روحاً ومعنى من خلال وصيته:

«لا تحلق وحيداً، لا تغرد وحيداً، لا تصفق وحيداً، اصنع فريقاً يحملون أهدافك لآفاق جديدة، تنازل عن صلاحياتك لهم، ارفع السقف أمامهم، أخرج المارد الذي بداخلهم، كافئهم وأبرز إنجازاتهم؛ لأن الفريق العظيم سيحملك إلى أماكن عظيمة».

أخيراً أقول: إن يناير أحب «دبي»، فأهدى الشيخ محمد بن راشد يناير مجداً جديداً.

 

*رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي

Email