الحلم الحقيقة في أجندة دبي الاقتصادية

ت + ت - الحجم الطبيعي

العالم يقول «احلم كثيراً» أو «كبّر الحلم»، فمن يعلم؟! ربما يتحول إلى حقيقة!

وفي دبي أثبتوا لنا ببرهان التحقيق أن الحلم يؤدي إلى رؤية إنجاز وخطة عمل وحزمة سياسات وإجراءات ونتيجة قابلة للقياس والاسترشاد.

إنه الرابع من يناير. وعد وعادة واستعادة. في مثل هذا اليوم، يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أجندة دبي الاقتصادية D33.

إنها الأجندة التي لا تتوقف دبي عن إبهارنا بها، أو عن تزويدنا بجرعة إيمان وأمل وتفاؤل بأن القادم أفضل. تخبرنا أن الأمنيات ممكنة، وتبرهن لنا على أن السماء هي حدود البشر في الحلم.

إنه برهان فريد من نوعه قائم على تجربة فريدة من نوعها وعلى حلم فريد من نوعه. دبي تهدف إلى ترسيخ موقعها ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية حول العالم. إنها أجندة التغيير للأفضل التي ينتظرها أهل دبي ومعهم المؤمنون بالحلم في هذا اليوم من كل عام. إنها أجندة تحالف العقول المبدعة والأفكار الماهرة والتكنولوجيا المتقدمة والاقتصاد المرتكز على الابتكار والمعرفة.

كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دقت على أوتار الأحلام المزودة بأدوات التحقيق: «اعتمدنا بحمد الله أجندة دبي الاقتصادية للعشر سنوات القادمة. هدفنا مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال العقد القادم وأن نكون ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم».

الأدوات شرحها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد؛ مئة مشروع تحولي، مستهدفات اقتصادية بقيمة 32 تريليون درهم ومضاعفة التجارة الخارجية لتصل إلى 25 تريليون درهم خلال السنوات العشر المقبلة، وإضافة ممرات تجارية لدبي مع 400 مدينة جديدة حول العالم.

تفاصيل كثيرة وأرقام عديدة تضيف المزيد من الثقة في القدرة على الحلم والتحقيق. في 2033، تكمل دبي الحديثة مئتي عام مع وعد من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بأن تكون ابنة المئتي عام المركز الاقتصادي العالمي الأهم في العالم.

ولا يسع العالم إلا أن يفسح لها الطريق، لماذا؟ لأن الرؤية واضحة والأهداف متبلورة والخطة محكمة وقيادتها وأهلها يعرفون غايتهم. يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إن العالم يفسح الطريق لمن يعرف ماذا يريد»؛ إنها الحقيقة الواقعة، لا لأسباب عاطفية أو لانحيازات أيديولوجية أو لأهواء سياسية، لكنه إفساح بدافع العقل والمنطق.

لدى دبي حلم، ولديها إيمان بالقدرة على تحويله إلى حقيقة، ومع الإيمان تأتي إرادة سياسية وعزيمة شعبية وأدوات مدروسة وخطة زمنية وعملية. بلغة الأرقام، تنوي دبي مضاعفة حجم اقتصادها بقيمة 32 تريليون درهم خلال العقد المقبل.

وحين تعلن دبي ذلك في مطلع عام تحوم حول توقعاته العالمية الاقتصادية مخاوف وشكوك، بما في ذلك في أكبر وأقوى دول العالم، فإن هذا لا يعني فقط دفعة جبارة لدبي، بل طاقة نور وأمل للعالم. اقتصاد دبي الذي حقق نمواً بنسبة 4.6 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 بقيمة إجمالية قدرها 307.5 مليارات درهم يغرد منفرداً.

اقتصاد دبي الذي يقول عنه صندوق النقد الدولي إنه سجل نمواً هائلاً خلال عام هو الأصعب عالمياً في التاريخ الحديث في وقت يعبر فيه الصندوق نفسه عن تشاؤمه إزاء اقتصادات دول أوروبا في عامي 2022 و2023 يخبرنا أن دبي قادرة.

دبي التي يطمح ويعمل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أجل أن تكون المدينة الأفضل عالمياً للعيش والعمل وفق رؤية استراتيجية تقفز نحو تحقيق الأهداف.

في عام 2022، تبوأت دبي المركز الثاني عالمياً في مؤشر أكثر المدن جاذبية ضمن تصنيف شمل مئة مدينة في العالم. التصنيف الصادر عن شركة «يورومونيتور إنترناشونال» استند إلى ستة معايير هي: أداء الاقتصاد السياحي، والبنية التحتية للسياحة، وسياسات جذب السياح، والصحة، والأمان، والاستدامة.

مكانة دبي وطموحاتها لا تقف عند حدود السياحة. ورؤيتها D33 التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ترتكز على تطوير واستدامة المناخ الاستثماري المثالي القادر على تعزيز قوة الاقتصاد. الإبداع والابتكار والمعرفة وتوفير البيئة اللازمة والحاضنة والمشجعة لها.

والاستعانة بالعلم والتكنولوجيا والتحول الرقمي، والمرونة في مواجهة الأزمات، وخوض تحديات مستقبلية مع استدامة القطاعات التقليدية، وتعزيز دور القطاع الخاص باعتباره شريكاً رئيساً في التنمية، وقائمة طويلة من أعمدة الرؤية الاقتصادية المصحوبة بالإرادة السياسية والإيمان الشعبي، تنطلق دبي من حلم إلى واقع يتبلور ومنه إلى حلم جديد.. وهلم جرا.

جرى العرف أن ينظر الناس إلى الأحلام الكبيرة بخليط من الشفقة وعدم التصديق، لكن أحلام دبي غيرت من مفهوم الأحلام الكبيرة، وصار الخليط انبهاراً مع ميل لنقل تجربة الحلم المتحول إلى واقع.

*كاتبة صحافية مصرية

 

Email