الخلافات الحياتية موجودة، وتحدث في حياتنا بشكل مستمر، فهي واقع لا يمكن الفكاك منه، وهي أحياناً لا تشبه الملح في الطعام، بل تعتبر شراً يجب التعامل معه والعمل على وضع الحلول المناسبة وعدم التأجيل.
فبعض العلاقات تكبر وتتحول لأزمات وخلافات ويرافقها أذى لفظي وربما جسدي ومع الوقت لا ينفع الصلح إذا انهار الزواج حتى ولو كان ظاهرياً يبدو صامداً وتستمر الحياة الأسرية والزوجية وكأن شيئاً لم يحدث!
إن العلاقة التي تتعرض لهذا الكم من الصدمات والأذى والخدوش تصاب بالضعف وتتآكل باستمرار وتضعف بحيث تصبح أكثر استعداداً للكسر والانهيار في كل مرة وهو ما يؤدي في النهاية للانفصال ونهاية مشروع بناء أسرة.
إنني لست ضد الصورة الوردية التي يرسمها الكثير من الشباب للزواج ولكن المشكلة في عدم فهمهم للآخر، وفي تعاملهم مع الضغوط المالية والاجتماعية، وكيفية تربية الأطفال، والسماح للأهل والأصدقاء بالتدخل في مشكلاتهم، حتماً كل تلك المشاكل سوف تتسبب في انهيار هذه الأسرة الصغيرة وتلاشيها؛ فتلك التجارب المؤلمة تترك أثراً نفسياً سيئاً، فضلاً عن دور الأقارب من كلا الطرفين، كما يمكننا إلقاء اللوم على عامل السن وقلة الخبرة.
أتوقع أننا بحاجة لوضع آلية تساعد المقبلين على الزواج بمنحهم المعلومات والخبرات اللازمة لمعرفة جوانب المرحلة التي يتقدمون نحوها، خاصة وأنه سيكون من نتائجها وجود أطفال، ربما الأفضل لو توجهنا لهم بالدورات المعرفية والتدريبية لتزيد من حصيلتهم العلمية والثقافية.
إن تزايد الطلاق بات يضرب في الأسر ويهدد استقرارها وربما يؤدي إلى زيادة الأعباء المالية.. أعلم بأن هناك بعض المشاكل الزوجية قد يكون الحل فيها الطلاق وبالأخص بعد النزاعات المستمرة والشجارات والخصومات وربما الوصول إلى المحاكم والتنازع بين الناس؛ ولكن قد نحتاج للتدخل ومحاولة الصلح بينهم بالتوجيه والنصح والتدريب وإقامة الورش والدورات ونحوها خاصة في موضوع بناء الأسرة، فالأسرة القوية المتماسكة الناجحة تعني مجتمعاً ناجحاً نحو المستقبل.