معضلات الحياة كثيرة وتصيبنا أحياناً بالإحباط، ومن البديهي أن تعترضنا الصعاب والمشكلات والهموم، وأكبر معضلة قد نواجهها الاختلاف مع الآخر؛ ليس من أجل الفائدة والمصلحة فقط وإنما يصبح هذا الاختلاف سببه كلام منقول أو خصومات ومشاحنات وشجارات لا معنى لها ويمكن تجنبها ببساطة، وتكمن المشكلة أن هذه الاختلافات قد ينتج عنها إفرازات سلبية فتسبب لنا التوتر والغضب وربما تقف في طريق تقدمنا وإنجازاتنا وتجعلنا في أمزجة سيئة لا طائل لنا بها أو فائدة.

إذن ما الحل؟ ما هو الحل الذي يجنبك أشخاصاً مثل هؤلاء هدفهم هو إثارة الأعصاب. الحل في رأيي هو الصمت، وعدم الانشغال بمثل هذه الأمور السطحية والصدامات مع الآخرين؛ فالصمت في مثل هذه الحالات يعتبر نعمة ودواء، ربما البعض يخالفني في ذلك ويرى أنه من الأفضل الرد وعدم السكوت؛ ولكن لماذا تجعل الآخرين يجبرونك على الهبوط للدرجة الأخلاقية التي وصلها الآخر، صدقني صمتك حكمة ودليل على عظمة أخلاقك ورقيك في التعامل مع الآخرين؛ فلنتعلم لغة الصمت ليس خوفاً من أمر ما ولكن للرد على بعض الجهلاء المستفزين: إن التنوع مطلوب في العمل والحياة والدراسة وغيرها، فالعقل البشري دائماً يميل مع من يتفق معنا ويتماشى مع آرائنا ولكننا نخشى من يختلف عنا.

التحدي الحقيقي الذي يواجهنا كيف نتقبل الاختلافات مع الآخر خاصة إذا كانت آراؤه مستفزة كما ذكرت سابقاً؛ الحل لغة الصمت فهي ضرورة لمواجهة مثل هذه الأمور إن كانت تؤذينا، أما الخطوات اللاحقة في معرفة وفهم هذه الخلافات ومدى تأثيرها عليك وهل لها فوائد؟ نعم فالاختلاف قد ينتج عنه أفكار مختلفة؛ تنوع، وربما حلول جديدة.. على سبيل المثال في العمل يكون لدينا مشروع جديد أو فكرة جديدة نجد من يتقبلها ومن يختلف معها حتماً الاختلاف يثري مثل هذه الجلسات بعكس ما يعتقده البعض من أنها قد تؤخر وتعطل مثل هذه المشاريع؛ يجب أن ننظر إلى الاختلافات بصورة مختلفة ليس كما اعتدنا أن نراها دائماً بأنها قد لا تفيدنا وضررها كبير بل لماذا لا نحاول أن نستغلها لصالحنا ولصالح أعمالنا اليومية في الحياة.

إن الاختلاف حالة طبيعية وبشرية مستمرة مع الناس، فهناك ميولات وأهداف وأهواء وهناك حقائق لدى البعض وتغيب عند البعض الآخر، ويبقى التقبل والتفهم لهذه الطبيعة البشرية والتناغم معها بهدوء خير علاج لحالات الاختلاف.