إن وجود القدوة في حياة الطفل مهم جداً ولا سيما أن الأطفال يكبرون ويفتحون أعينهم على آبائهم وأمهاتهم؛ ومن الطبيعي أن يتم اتخاذهم قدوة وتقليدهم في طريقة المشي والحركة والكلام وكل شيء تقريباً ولا ننسى أن الطفل يحتك بمعلميه وبالأخص في الصفوف الابتدائية 

فيكون لهم تأثير غير مباشر عليه وهذه السلوكيات تؤثر على مسيرة حياته المستقبلية.

جميل أن تكون القدوة في حياة أبنائك بكلماتك وأفعالك سوف يسيرون على خطاك وهذا الأمر سوف ينعكس عليك بشكل إيجابي وسوف يبعث السعادة داخل نفسك، لكنك في اللحظة نفسها لا بد أن تعلم بأن مسيرتك في الحياة وتعاملك وثقافتك وخطواتك وقراراتك وحتى سلوكك إن لم تكن على مستوى تقليدها أو نسخها أو تكرارها حتماً سوف تؤثر على أطفالك؛ لذا يجب أن نعمل على غرس القيم في قلوب وعقول صغارنا مثل الصدق والمحبة والتسامح والجدية والأمانة والصبر والتعلم والبحث عن المعرفة والتعلم والاحترام والثقة والتسامح ونحوها من المثل والقيم، وإن نجحنا في غرسها في نفوس أطفالنا فنحن نسير على الطريق الصحيح في تربية مفعمة بالخير والسعادة.

أطفالنا ينتظرون منا أن نعلمهم كيف يفهمون الحياة وطبيعتها؛ ينتظرون منا أن نرشدهم نحو الطريق الصحيح؛ ينتظرون منا أن نكون مثالاً في المحبة والجد والاجتهاد، أن نكون قدوة في التسامح ونبذ التعصب والكراهية، يكفي أن يراك ابنك أو ابنتك أنك خير قدوة، فكلما أوشك على الانحراف فتساعده على العودة للطريق الصحيح.

عندما تحث طفلك على احترام كبار السن وعدم رفع الصوت أمامهم؛ عندما يشاهد تعاملك مع الناس في المنزل والشارع والعمل والسوق وغيرها حتماً سوف يتعلم تلك القيم، ولكن عندما يشاهدك وأنت تتعالى وتقلل من قيمة أقرانه فاعلم بأن تلك السلوكيات سوف تؤثر عليه؛ إن القدوة هي عمادة وركيزة أساسية في نموه المعرفي والسلوكي وحتى الجسدي وسوف يكون لها تأثير على المستقبل، يقول الكاتب والفنان جوزيف جوبير: «الأولاد بحاجة إلى نماذج أكثر منهم إلى نقاد». 

لنكن قدوة ومثالاً حياً ونابضاً بكل خير لأطفالنا. 

لنكن على قدر المسؤولية تجاه أطفالنا ولنمنحهم القدوة الصالحة؛ لمنحهم الناصح الواضح بالقيم والمبادئ العالية الراقية.. أول نموذج سيشاهدونه ويلاحظونه ويتأثرون به ويقلدونه هو أنت فكن أيها الأب نموذجاً براقاً ملهماً لطفلك.